أَسَرَّ لى صَاحِبٌ : ( قَدْ ضِقْتُ بِالحَمْقَى
مِمَن رَضُوا فَقْرَهُم فَاسْتَوجَبُوا الشَّنْقَا
تَمْضِي السُّنونَ وَهُمْ لَمْ يَمْلُكُوا شَيئاً
وَيَدَّعُونَ الرِّضَا ؛ بَلْ عَيْشُهُمْ أشْقَى
وَكَمْ عَجبْتُ بأَنْ تَضْحَى أخِي منهُمْ
وَكُنْتَ فِينَا حَكِيمَ القَومِ وَالأَرْقَى
انْظُرْ إلَى حَالَتِي يَاصَاحِبِي تَعْلَمْ
كَمْ كُنْتُ أَسْعَى فَجُبْتُ الغَرْبَ وَالشَّرْقَا
لَدَيَّ بُرْجٌ وقَصْرٌ ، بِضْعُ مَرْكَبةٍ
أُبَدِّلهُنَ مِنْ أرْقَى إلى أَرْقَى
لَدَيَّ بُسْتَانُ لَوزٍ ، عِزْبَةٌ ، حَرَسٌ
مِنْ كُلِّ خَيْرٍ صَدِيقِي عنْدنا تَلْقَى
وَفِي البنُوكِ دَنَانِيرٌ وأَرْصِدَةٌ
فَكَيفَ يَاصَاحِبِي مِنْ بَعْدِهَا أشْقَى؟
عُذْرَاً صَدِيقِي : فَمَا أَمَّلتَ مِنْ سَعْيَك ؟! )
أَجَبْتُهُ : ( هَلْ تَرَى مَا حُزْتَهُ سَبْقَا ؟!
تَاللهِ يَاصَاحِبِي إنَّ الغِنَى فِيْنَا
نَحْيَا نَعِيمَ الرِضَا يَاصَاحِبِي حَقَّا
مَاشَدَّنَا مَاتَرَى مِنْ زُخْرِفٍ فِيهَا
دُنْيَانَا زَائِلَةٌ يَسْعَى لَهَا الحَمْقَى
قَدْ بِتْنَا نَعْلُو عَلَى مًافِيها مِنْ إفْكٍ
وَالنَّاسُ فِي زَيفِهَا يَاصَاحِبِي غَرْقَى
إِنْ أقْبَلَتْ أهْلَا ، أَوْ أدْبَرَتْ نرْضَى
والصَّالِحَاتُ لَهَا نَسْعَى ؛ هِيَ الأَبْقَى
قَدْ يَرْفَعُ الَّلهُ أقْوَامَاً لِيَفْتِنَهُم
أَوْ يَبْتَليهُمْ وَخَيرُ العُقْبَى لِلتَّقْوَى )
_____________
شعر : عبدالله بغدادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق