لبنان
بيروت عفواً فهل أزرتْ بكِ النُّوَبُ هذي الفجيعةُ بالأوجاعِ تنسَكِبُ
يا لهفَ نفسي صروفُ اللهوِ تُشْغِلُهُم
وإنّ غَفْلتَهُم كانت هيَ السّببُ
واحرَّ قلبي يفورُ الرأسُ من وجعي
لبنانُ داري لقومي العُربِ تنتسِبُ
وفي الجنوبِ تآخَوْا في
قضيّتِنا
وفي البقاعِ ليوث زانهُم غضَبُ
والمدفعيّةُ ذادتْ عن كرامتِنا
فهم رجالٌ صقورٌ سادةٌ نُجُبُ
لِلّهِ صيْدا وشطُّ البحرِ عانقها
قُبالةَ البحرِ بيّاراتُها عجَبُ
إنّي لَأذْكُرُ زَوْراتي لِساحِلِها
وطيبَ أهلٍ كرامٍ إنّهم عربُ
بالقربِ منها قضى إلفي وودّعَنا
والبحرُ يندُبُ والأشجارُ تنتحِبُ
بيروتُ يا بلداً شاعَ الجمالُ به
في كلّ شأنٍ لهُ يا مقلتي نسَبُ
يا روْشةَ البحرِ هل تدرينَ لهفتَنا
بالقربِ كنّا وذاك الموجُ يرتقِبُ
يا أرْزَ لبنانَ يا فخراً نتيهُ بهِ
فوق الجبالِ تُناجي جذعَهُ الشُّهُبُ
وأكْلُ لبنانَ لا أكلٌ يُماثِلُهُ
تبّولةٌ ريقُنا يجري بهِ الحلَبُ
وكبّةً كم أكلْنا في مطاعمِها
قلياً وشَيّاً وبالأنواعِ تنشعبُ
أمّا النّساءُ كَحورٍ وسطَ جنّتِها
يا ارضَ لبنانَ فيك الحسنُ مُنْتَخَبُ
يا ويلَ دمعي على الخدّينِ آهِ همى
مِن هوْلِ ما فعَلَت في أرضِها النُّوَبُ
أُوّاهِ آهٍ مآسٍ ما لها عدَدٌ
يا ربِّ عفواً فمِنكَ العوْنُ إن تَعِبوا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق