ثائر السامرائي
يـا لـيت لـو قـلبي صبر
فـي شـوقها حين اعتمر
مـا طـاف فـي أوداقـها
أو حــج لـيـلاً كـالـقمر
أغــتـال دمـعـي تــارةً
إذ لاح فـي عـيني المطر
وارتــاب فـكري لـحظةً
فــي غـفلة جـار الـقدر
حـيث الجوى في خافقي
إيـاي مـن يـهوى السحر
يـنـفي سـنـيني لـلردى
يـرمي غـصوني بـالحجر
فـكـأنـني فــي واحــة
وسـراب مـاء مـا انـهمر
فـأجوب فـي تيه الآسى
وأضـيـع كـرهاً بـالضجر
ورفـيـق دربــي دمـعة
تـحـتـار أيــان الـسـفر
تـنـساب مـنـي خـلـسة
يــا ويـحـها أيـن الـمفر
يـلتاع قـلبي فـي الـبكا
والـحزن لا يـنسى القمر
فـأروم مـن هـذي الـدنا
أطــلال حـلم مـا انـتحر
بـغـداد يــا أرض الـشقا
مـن مـات شـوقاً ما كفر
مــا بــال روحـي كـلما
قـد جـاءها الوحي اندحر
يـجتاحني بـعض الـهوى
أشــتـاق آلاف الـصـور
فـي كـرخها ذقت الأسى
يـا ويـل مـن فـات الأثر
يــا حـبـذا لــو فـاتني
فـي حـضنها حـين ائتمر
كـي أرتـوي مـن فجرها
والـشمس تـأتي بـالخبر
مـا ذنب من يشكو النوى
والهجر في وجدي استعر
أبـكي الجوى في مقلتي
والـدمع قـد أمسى سقر
قـد نـلتقي رغـم الـردى
فــي جـنـة دون الـبشر
ثــائــر الـسـامـرائـي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق