تمنيت
من الطويل
تمنيتُ أن ألقى الذي كنت آملُه
وأحيا زماناً كنتُ بالأمسِ نائلُه
لقد عشْتُ في الأمسِ القريب بفرحةٍ
وإني أعيشُ اليوم هماًّ أواصلُه
تمنيتُ أنْ أحيا حياةً كريمةً
فلم ألق غيرَ القهرِ تأتي غوائلُه
وماعشتُ أيامي سعيداً وإنما
أتاني منَ الأوجاعِ ماكنتُ جاهلُه
فلا راحةً ألقى بأرضٍ تقلني
وباليَ مكبولٌ بخطْبٍ يشاغلُه
بلادي كواها الحربُ في كل ساحةٍ
تمادى عليها كلُّ باغٍ وباطلُه
فأضحت قفاراً شرَّدتْ خيرَ أهلها
وأمستْ يباباً دونَ أُنسٍ تقابلُه
فكم من شبابٍ غادرونا إلى الثرى
وكم من جليلٍ ودَّعتهُ منازلُه
وكم من شيوخٍ أرعبتهم فضائعُ
وكم من صغيرٍ فارقته عوائلُه
كُروبٌ أتتنا من ذنوبٍ كثيرةٍ
وجُرمٌ أتانا من عدوٍ نجاملُه
فصرنا هباءاً دون وزْنٍ لجمعِنا
غرقناببحر الذُّل حتى سواحلُه
وعدناإلى عهد الجهالةِ والعدى
وشر التمزُّقِ أرهقتنا كواهلُه
حصدنا به الجوع والفقر والأسى
فدام الأسى فينا ودامت وسائلُه
خُذِلنا من الأصحابِ في كل موقفٍ
وما كان غير الله تُرجَى فضائلُه
فياربّ أكرمنا بنصرٍ مؤزرٍ
وأهلكْ عدواً ليسَ إلاك زائلُه
كلمات :
عبد الولي الشباطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق