في الشوق ما نامت عيون
--------------
شعر الحسن عباس مسعود
--------------
تـمـهلْ وارحــم الـوجـدانَ فـينا
وهِـمْ يـا شـعرُ بـل وارفع جبيناً
وقــل: نـبـع الـهـداية قـد روانـا
ومـــن سُـقـيا شـريـعته سُـقِـينا
لأنّــا قــد عـرفـنا الـحـب عـهـدا
وألــهــبــنـا دروب الـعـاشـقـيـنـا
وكم في الشوق ما نامت عيون
ولا ارتـاحـت جـفون الـساهرينا
بــــدا بـالـبـهـو عــشــاق كـثـيـر
وأفـــــواج تَـــوالَــى زاحـمـيـنـا
سـألـنـا أي عــشـق ذاك فـيـهم؟
وأي نـــــوى يـمـزقـهـم أنــيـنـا؟
فـقـيـل مـحـمـد خــيـر الـبـرايـا
وأجـمل من سرى أو داس طينا
ومــا لُـمـنا لـه فـي الـحب صـبا
يـقـاسـمنا الـصـبـابة والـحـنـينا
وأقـسـم مــن تـأرّق بـين شـوق
يـمـيـنا بــالـذي بــعـث الأمـيـنـا
إذا مــا قِـيـس حـبٌ فـي زمـانٍ
نــحـبـك ســيـدي حــبـا مـبـيـنا
ونــشــعـر أنـــنــا لــمــا مـلـكـنـا
مـحـبـتـكم سـبـقـنـا الـعـالـمـينا
ومـن حـظ الـقلوب عـلى يـقين
غـنـمـنا دربــكـم وبـــه رضـيـنـا
وجـبنا الأرض فـي أنحاء بحث
تــحـيـرنـا شِـــمــالا أو يــمـيـنـا
فــمـا حـــب بـبـيـد أو بـــروض
وبـحر الـغي قـد أوهـى السفينا
رأيـنـا الأرض تـاهت فـي وبـال
وتــأْلـمُ مــن فـسـاد الـمـجرمينا
وتـشـكو حـالـها فـي كـل وقـت
وتـبـكـي حـالـها الــرث الـمـهينا
تـقـول أيــا إلـهـي هــاج حـولي
غـزاة الـوقت واحـتلوا الـسنينا
وقــد ولــى زمــان الأمــن مـنـا
فـمـا مــن طـاهـر كـي يـحتوينا
ولــكـنـي لأشــعـر ريـــح طــهـر
وأيـــقــن أن ربـــــي يـجـتـبـينا
وفي رحل القوافل كنت أسعي
لأعـــرف بـيـنها الـخـبر الـيـقينا
وأسـألـهم تــرى مــن أي صـوب
يــهــل الــعـطـر فُـــلَّاً يـاسَـمِـينا
ومـن بـالمسك يا أصحاب يأتي
لـيـمحو لـلـورى الـعـهد الـحزينا
وإذ جـــاء الـبـشير وقــال هـيـا
أقـيموا الدوح واهدوا الحائرينا
فـفي بـحر الـهدى هـدأت ريـاح
وأرســى فـوق مـرساه الـسفينا
نــجـونـا بــيــن أهــــوال كــبـار
حــبــانـا الله مــخـتـارا أمــيـنـا
ومــن بـعد الـظلام أتـى صـباح
فـصار الـضوء يـهدي الـسائرينا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق