فَـالفِـعْـلُ كَـاسِـدُ
==========
مـَتَى يَابَـقَايَا الرُّوحِ تَـهَدَا المَوَاجِدُ
فَـنَعْلُو عَلى الأَكْوَانِ تَحْـلُو القَصَائِدُ
نُلَمْلِمُ جُرْحَ الرُّوحِ نَرْقَى عَنِ الأَسَى
وَ نُـورِثُ لِـلآَتِـيـنَ فَـخْـراً يُـعَـاضِدُ
وَ نَـرْفَعُ لِـلـرَّحْمَنِ كَـفاً تَـغَـبَّـرَتْ
سُجُوداً بِدَمْعِ الحُبِّ ؛ وَ الدَّمْعُ رَافِدُ
هُـنَـالِكَ أَمْـوَاهٌ يَـلَـذُّ اِشْـتِـيَـاقُـهَـا
تَمُرُّ عَـلَى الأَزْهَارُ وَ الرَّوْضُ هـَامِدُ
و يَزْهُو بِنَفْحِ الطِّيبِ فِي كُلِّ زَهْـرَةٍ
فَـيَـعْـبَـقُ بِالأَرْجَـاءِ تَهْـفُو الجَوَامِدُ
وَ لِـلْحَقِّ أَطْـيَـافٌ تُدَاعِبُ مُهْـجَـتِي
لَهَا أَهْـلُـهَا فِي كُـلِّ عَصْرٍ أَمَـاجِـدُ
أَصُـولُ مَعَ الآَمَـالِ تُدْهِشُ خَاطِرِي
فَهَلْ مِنْ عُيُونِ الصِّدْقِ للحِقِّ شَاهِدُ
أُنَـادِي وَ أَحْـلامِي بِـبِـيـدٍ تَمَـدَّدَتْ
وَ لَـيْسَ لَـدَى الأَحْـدَاثِ نِـدٌ أُجُـالِـدُ
يُـراوِدُنِـي خَـصـْمٌ يَـظُنُّ تَـذَبْـذُبِي
وَ لَمْ يَدْرِ أَنَّ العَزْمَ فِي القَلْبِ تَـالِدُ
وَ أَنِّي وَ إِنْ أَلْجَمْتُ خـَيْلِي هُـنـَيْهَةً
فَـإِنِّـي لَـجَـلابُ العَـزِيـمَـةِ رَاشِـدُ
يَظُـنُونَ أَنَّ الهـَمَّ يُثْـنِي عَـزِيمَـتِـي
وَ أَنِّـي أَبِـيعُ الأَرْضَ إِنْ قَـلَّ مَاجِـدُ
حَـنَـانَـيْكَ خِـلِّي مَا تَـوَلَّـتْ مُـرُوُءَةٌ
بِنَـا النَّصْرُ يَـدْوِي إِنْ تَسَاقَطَ خَامـِدُ
أَلا يَـا رِفَــاقَ الـدَّرْبِ للهِ خُـطْـوُنَـا
فَـلا لَنْ نَـبِـيعَ القُدْسَ مَا بَاعَ جَاحِدُ
وَ إِنَّـا لَـنَـأْبَـى الـزُّورَ يَوْماً يَـلُفُّـنَا
لَـنَـا الـنُّورُ بِالآَفَـاقِ هَـدْيٌ مُسَانِدُ
لَـنَا المَجْدُ تَارِيخٌ ؛ وَ نَبْضٌ بِقَـلْـبِنَـا
فـَنَحـْيَا بِهِ الأَنْـوَارَ وَ الكَوْنُ شـَاهِدُ
فَـيَـا أَيُّـهَا الأَفَّـاقُ لا تُـعْلِ هَـامَـةً
فَخِزْيُـكَ طُولَ الدَّهْرِ لِـلْقُـبْحِ حَاصِدُ
فَخُذْ مِنْ كُؤُوسِ الـذُّلِّ عَاراً مُجَـلَّـلاً
فَـمِـثْـلُـكَ لِـلأَوْبَـاءِ بِـالْـغَـيِّ رَائِـدُ
أَبَيْتُ هِجَاءَ النَّـاسِ قَـوْلاً مُـحـقَّـقـاً
وَ لَـكِنَّ فِعْلَ الشُّـؤْمِّ لِـلـذَّمِّ صَـائِـدُ
غَدُورٌ عَـلَى الأَزْمَانِ تـَبْقَى مُذَمَّـماً
وَ إِنْ أَلْبَسُوكَ التَّـاجَ فَـالفِعْلُ كَاسِدُ
سَيَبْقَى لِصُهْيُونٌ عَدَاءٌ عـَلَى المَدَى
دِمَـائِي لِـتُـرْبِ القُدْسِ بَذْلٌ مُجَاهِدُ
وَ إِنْ مِتُّ أَوْلادِي يَعِـيشُونَ بُغْضَهَـا
وَ مِنْهُمْ إِلَى الأَحْفَادِ تَحْـيَا المَوَاعِـدُ
فَطَـبِّعْ كَمَا تَهْوَى سَنَـأبَى هَوَانَـكُمْ
وَ إِنْ أَثْـمَرَ البُـهْـتَانُ ؛ عَمَّتْ غَرَاقِدُ
سَـيَـأْتِي لـَهُمْ جِـيـلٌ مِنَ اللهِ زَادُهُ
يَـثُـورُ وَ لا تُـلْـهِـيهِ يَـوْمـاً مـَكَائِـدُ
فَـإِمَّـا اِنْـتِصَارُ النُّورِ مِنْ بَعْدِ ظُلْمَةٍ
أَوِ المَوْتُ يَفْدِي القُدْسَ فَالحَقُّ عَائِدُ
========
عارف عاصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق