رحيل ..
.
إليك في عالمك البرزخي ..
.
أميمة يوم رحلتِ رحلتُ أنا ..
عابس الوجه
أجرع كأسات بؤس
إلى عالم من فناءْ ..
و يوم رحلتِ رحلتُ أنا يا حبيبة قلبي
أودّع مخمل إنسي
إلى عالم من شقاءْ
لأنّكِ أنتِ أيا امرأة من سناءْ
لأنّكِ سيدة يئستْ عن بلوغ معانيك كلّ النساءْ
تعاظم حزني .
و لوّن بالبؤس وجه السماءْ
و أظلم قبل الأوان الغروب
و فجّر في مهجتي لهبًا و حنينًا
بلون الفجيعة ..
أخرس في أعرقي همسات الدّماءْ ..
لأنك أنت أيا نخلة أثمرتْ كلّ حينِِ
و أرختْ قطائفها الدانياتِ حنينًا و حبّا ..
و مدّتْ ظلالاً بحجم اشتياقي ..
على لهفةِِ ذاتَ أعتى صلاءْ
أتوق إليكِ وتعزفُ في أضلعي المتعباتِ
نصال الرحيل البكاءْ ..
و يخضلُّ في وجنتيّ جفافُ الشتاءْ
جذورك ملء الشرايين يا امرأة
ترشف الشّمسُ من مقلتيها خيوط الضياءْ
و إن تنضُ للنوم ثوبا يصلي بغرفتها
و يؤوب إلى الرّشد منها البهاءْ
فكيف السّلو ..؟؟
أأنسى هلالاً غريرًا يطلُّ عليَّ
يبدّد في وحدتي الحزن
ينثر في بسمةِِ منه عطر الرّجاءْ ؟؟
أ أنسى ليالينا الحالمات ..
نطيرُ .. و نهدل زوجي حمام على أغصن الاشتهاءْ
يدثرنا العشق فيها بُبُرْدِ نقاءْ
و نقطف ما نشتهي من ورود ..
و نرسم وجها أنيقا لطفل يراودنا
حالما باللقاءْ ..
و نرسم شمسا و بيتًا صغيرا
يكلّله الفل والزهر والكستناءْ
أأنسى الجمال الموشى بأخلاقه العاليات
يعلمني كيف أرقى إلى سدرة العشق ..
كيف يكون العطاءْ ..
و كيف يكون العطاء لأجل العطاءْ ..
يلملم أشلاءَ روحي ..
و ينفخ في الطين منه ضرام الحياة ..
يعيد النضارةَ للقبح ..
يصنع منه بهاءْ ..
و أي بهاءْ ..
أيا امرأة رمّمتني خرابا
و طارتْ إلى الأفق بي ملكا كي أرى الملكوت ..
أعود إليها .. إليّ..
أعود إلى الله أتلو الحواميم والنور ..
أختم كل صلاة بأزكى دعاءْ ..
أصلي على خاتم الأنبياءْ
و أسمو بعشقي على الطّين
أخرج من صلصل مستهام بماءْ
نحلق زوجي حمام بعيدا هنالك
في معرج الأصفياءْ
أنا سوف أبقى على العهد ..
أهواك أيقونة سكنتْ مهجتي ..
يستبيها بأعماقي الباكيات البقاءْ
لعرشك أنتِ سيبقى يُجدّدُ منّي الولاءْ
و ما غير سلطانة القلب تحظى ببيعة صبّ
يراها ــ كما لم يراها ــ كتابا يرتّله الفجرُ
فيه لأسقام قلبي الشّفاء ..
يراها صلاة وطهرا ..
و قزعة صيف تعالتْ على حاسد عفّةً ونقاءْ ..
سيبقى لك الحبّ حتى أعود إلى حفرتي
فرحا باللقاءْ
فما كان لله يبقى .
و يفني سواه يحال غثاءْ
.
محمد الفضيل جقاوة
24/09/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق