الثلاثاء، 8 سبتمبر 2020

انا مسلم ... بقلم الشاعر ... عارف عاصي

 أَنَـا مُـسْــلِـمٌ 

=======

يَـا أُمَّــةً ثَـارَتْ بِـهَــا الأَنْــصَــابُ

هُــبَــلٌ يَـقُـودُ وَ رَأْيُــهُ الـغَــلابُ


بِـيعَتْ مُـرُوءَتُـها بِـأَسْـوَاقِ الخَـنَـا

وَ الـكُـلُّ فِي كَـأْسِ الهَـوَى أَنْـخَابُ


سَمِـلَتْ عُـيُونٌ بِـالمَـكَـارِهِ أُتْـرِعَتْ

وَ لَـهَـا المَـخَـازِي مـَوْئِـلٌ وَ مَـآَبُ


وَ دِمَـاؤُهَـا رَخُصَت ؛ كَمَـاءٍ أُهْرِقَتْ

وَ بِـكُـلِّ ذَبْـحٍ ؛ يُـكْـبَـرُ الـقَـصَّـابُ


وَ الـفَـتْـكُ بِـالأَهْـلِينَ صَارَ تَـبَاهِـيَا

وَ تَـعَـطَّـلَتْ مِنْ بَـيْـنِـنَـا الأَنْـسَابُ


وَ تَـوَسَّـعَتْ كُـلُّ الفَـوَاصِلِ بَـيْـنَـنَا

وَ حُــدُودُنَـا كَــيْـدٌ بِــهَـا وَ حِرَابُ


تَـتَـسَابَقُ الأَبْـوَاقُ فِي مَدْحِ الخَـنَـا

وَ كَـأَنَّـهَـا فِـي عَـزْفِـهَـا ذررْيـَابُ


حَـتَّى الـدَّنَـاءَةِ قَـدْ تَـبَـرَّأَ ثُـؤْرُهَـا

مِـنْ رِجْـسِهِـمْ وَ تَـنَـابَـذَتْـه كِـلابُ


غَـلَـبَتْ يَـهُودُ عَـلَى العُرُوبَةِ كُـلِّهَا

يَـقْـضُـونَ فِـيهَـا وَ المُـرَادُ يُـجَـابُ


فَمِنَ المُحِيطِ إِلَى الخَـلِيجِ خُـنُوعُـنَا

وَ الـكُـلُّ فِي لَـهَـثِ الخَـنَـا أَتْـرَابُ


مَـاذَا تَـبـَقَّى كَيْ نَبِـيعَ وَ نَشْـتَرِي

الـحِـجُّ يَـرْمُـقُـنَـا كَـذَا المِـحْـرَابُ


وَ القُدْسُ وَيْـحَ القُدْسِ تَـبْكِي ذُلَّـنَا

وَ نَـعِـيـبُــنَـا فِـي اَرْضِـهَـا قَـلابُ


وَ دِمَـشْـقُ يَـهْـدِمُهَا كُـلـَيْبٌ ضَائِـعٌ

وَ تَــشَــرَّدَ الأَهْـلُـوُنَ وَ الأَحْـبَـابُ


وَ الـرَّافِدَانِ مِنَ الـدِّمَـاءِ مِـيَـاهُـهَا

مُــتَـخَــثِّـرٌ وَ عَـلا الـبَـهَـاءَ ذُبَـابُ


وَ الـنِّـيلُ مُـرٌ لَمْ تَعـُدْ مِنْ شَـرْبَـةٍ

تَرْوِي الغَلِيلَ وَ فِي النُّـفُوسِ عَذَابُ


يَـالِـلْـعُـرُوبَـةِ قَدْ تَـآَكَلَ مـَجْـدُهَا 

وَ عَـلَى الهَوَانِ تَـشـُدُّهَـا الأَطْـنَابُ


مَـاذَا أَقُـولُ وَ كـُلَّـنَـا مُــتَـشَـرْذِمٌ

مُـتَـحَـزِّبٌ وَ الصَّـوْتُ فِـيـهِ غُـرَابُ


مُـتَحَـفِّـزُونَ لِـبَـعْـضِنَـا يَـا وَيْـحَـنَا

وَ عَــدُوُّنَـا لِــرِقَــابِــنَــا سَــلابُ


اللهُ وَحَّـدَ جَـمْـعَــنَـا فِــي أُمَّـــةٍ

وَ الـحَـالُ فِـيـنَـا مُــنْـكِـرٌ كَـذَّابُ


يَـا أَيُّـهَـا الـتَـارِيخُ سَجِّـلْ ثَـوَرَتِـي

لَـمْ أَرْضَ ذُلا مَـا مَــضـَتْ أَحْـقَـابُ


سَـأَعِيشُ فِي هَذِي الحـَيَاةِ مُـنَاضِلاً

لَـوْ ضَـمَّـنِـي بَـيْـنَ القُـبُورِ تُـرَابُ


أَنَـا مُسْـلِمٌ وَ اللهُ غَـايَـةُ مَـطْـلَـبِي

وَ الحَـقُّ فِي عَـيْنِي هُـدَىً يـَنْـجَابُ


أَنَـا مُسْـلِمٌ صَوْتِي عَلا فِي حُـبِّـهَا 

وَ لْـيَـخْـسَـئِ الـخَـوَّارُ وَ الأَذْنَــابُ


أَنَـا مُـسْـلِـمٌ لِـلْـعَـالَمِـينَ أَقُـولُـهَا

سَـمْـحٌ أَنَـا وَ هـُـمُ هُـمُ الإِرْهَـابُ


أَنَـا مُسْـلِمٌ أَحْمِي المَحَارِمَ بِالـدِّمَـا

و السَّـيْفُ عِـنْدِي مَعَ الدُّعَاءِ مُجَابُ


رَبِّي اشْـتَرَى مِنَّـا النُّـفُوسَ بِجَـنَّـةٍ

فَـلَـهُ الـوَفَـاءُ الـحَـقُّ لا المُـرْتَـابُ

=======

عارف عاصي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق