( أيلول بين حقبتين )
الذكرى ٥٨ لثورة ٢٦ سبتمبر المباركة
جاء أيلولنا العظيم مهابا
قبل خمسين ثائرا وثّابا
سلب الليلَ صبحَنا بيديهِ
صنع المجد عنوة وغلابا
فجرُ سبتمرَ المجيدِ تجلى
ثورةً ترتدي الشموخ إهابا
عبث الظلم بالأنام قرونًا
ثم جاء الخلاص عدلا صوابا
حلمُنا في الخميس صار يقينا
وغدا اليأس في القلوب يبابا
فيه صغنا من الكمال بيانا
وتلوناه آيـةً وكتابا
وجعلنا المحال ملكَ يدينا
وعلى المستحيل شُدنا القبابا
ثورةٌ أشرقتْ على الكون نجما
وتراءت على السماء شهابا
هبة الله في الزمان لشعبٍ
يعشق المجد جيئةً وذهابا
عاد أيلول بعد خمسين عام
يسأل الشعب يستطيل العتابا
كيف عاد الظلام بعد رحيلٍ
أتوارى الضحى أم الليل آبا
كيف نام المناضلون جميعا
أخطؤوا، كيف يخطئون الحسابا
كيف؟ ماذا؟ وأين؟ ثم لماذا؟
زفرات السؤال تدمي الجوابا
دبّ فينا الشقاق في كل أمر
فوشى الصدع للظلام فثابا
كان يبني جذوره الظلمُ سرا
نحن كنا نمجد الألقابا
كان يسري بكل لون يمينا
ويسارا ولونه ما ذابا
بلشفيا وتارة برجوازيًّـ
ـا وشيخا على القناة وبابا
كان تحت الرماد يخبو وأمريـ
ـكا لجمر الطغاة تذكي التهابا
بعد خمسين جاءنا وبلادي
من جحيم الطغاة أضحت خرابا
لم تزل للشموخ فينا رجال
تعشق الموت تستلذ الصعابا
رفعت ماربٌ للنضال لواءً
في ذرى العزّ خافقا جذابا
تسحق الجهل في الدروب ملوكٌ
قد أحالوا حلم الظالمين سرابا
وغـدًا يغـمر الـبلاد سـنـا أيـ
ـلول يمحو من الوجوه العذابا
مأربٌ مبتدا النضال، ومنها
يرجع النصر سائغا مستطابا
خالد الشرافي - اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق