حِماكَ
--------------
شعر الحسن عباس مسعود
--------------
كـطير مـهيض يـعاني الشراكا
ويــطـلـب حــريــة أو حـــراكا
وقد قال قلبي سـئـمنا الـتحدي
فـقلت أيـا قـلب ماذا اعتراكا؟
هـل الـبأس بـاعك فـي سوقه
ويـأس عـتيد لـديه اشـتراكا؟
تـضـجـرت رِقــاً وقـيـداً عـتـيَّاً
وأعـلـنت عــن ذكـرياتِ نـواكا
فــصـرت تـسـافـر فــي غـربـة
وتـجـتر فـيـها حـكـايا جــواكا
كــأنــك ضــــرسٌ بــــه عــلــةٌ
يهاب الطعام ويخشى السواكا
ودربٌ بـــه ضـجـةُ الـسـائرين
فــمـلّ الـنِـعال ومــلّ الـشِـراكا
وظــمـآنُ يــرجـو مـيـاه ورِيــا
ولــكــنْ رجــــاؤك زاد ظِــمـاكا
ودوحٌ تمنـَّـى نـسـيـما لـطـيـفا
ومـا مـن ريـاح الـتأسي وقـاكا
وأبـلـيـت تـأنـسُ بــدرا مـنـيرا
ولـكـن بــأرض الـبـلاء ابـتـلاكا
تـؤمِّـل حـلـما عـلى وعـد هـذا
وتـبني قـصورا على قول ذاكا
غـريـب وحـيـد عـلـيل سـقيم
شــقـي عـيـي فـمـاذا دهــاكا؟
وتـنـسـى بـــأن إلــهـا عـظـيما
لأمـر عـظيم الـصفات اجـتباكا
ألـست الـذي قـال عـنه كريم
لـتصبح عـبدا لـديه ارتـضاكا؟
وعـبَّـد هــذى الـحـياة بـفـضل
عـظيم لـتمضي عـليها خـطاكا
فـعـد نـحو درب لـه مـستقيمٍ
وقــل يــا إلـهـي هُـداك هُـداكا
مـلـكـتَ الـمـمـالك فـــي عــزة
تـعاليت يـا مـن تـسامى عُلاكا
تــفــلّ الـجـبـابـرة الـمـعـتدين
ولــيـس عـظـيم يـفـلّ حِـمـاكا
فـأبعد عـن الـعمر ذل الخطايا
وقــرِّب لـنـا واحــة مـن تُـقاكا
وظـلـمـة عـمـر تـغـطي حـيـاة
فـمُـنّ عـلـينا وأرســل ضُـحاكا
لأنـَّـــا غــرقـنـا بـلـجّـات لــيـل
أزلــهــا لـنـهـنا بــنـور ضـيـاكـا
فـإنـا جـهـلنا وهــا قــد عـلـمنا
حـمـلنا قـلـوبا تـمـنت رضـاكـا
وعـانت كـثيرا ضـياع الأماني
ولــم يـغْنها نـاصرٌ مـن سـواكا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق