قصيدة: أسلو بحلم - محمد شنوف
كَمْ لَفَّنِي الشَّوْقُ بِالأَثْوَابِ مِنْ لَهَبٍ
فمَا وَجَدتُ سِوَى ذِكْرَاكِ مُبتَرَدِي
ذِكْرَاكِ وٍرْدِي وَمِحْرَابِي وَمِئذَنَتِي
كَقَانتٍ صَائِمٍ في العَيْشِ مُزدَهِدِ
أصُوغ مِن وَجَعِي حَرفاً أجَسِّدُهُ
طَيفاً أُرَاقِصُهُ فِي أعيُنِي السُّهُدِ
كم نِمتُ أسلُو بحُلمٍ أن أرَاكِ غَداً
وَالحُلمُ يُبقي الرَّجَا في وَصلِ مُفتَقَدِ
وكم حَفِظْتُ أغَـانِي الأُنْسِ أُنْشِدُهَا
أسْلُو عَلَى شُرُفَـاتِ اليَـأسِ فِي كَبَدِ
كَمْ جَفَّ حَرفِي خَشِيتُ القَلْبِ يتبعه
مَا مِنْ سِوَاكِ لِهَذَا الحَرْفِ مِنْ مَدَدِ
يظل رَهناً لديكِ القَلبُ وَقْدَ لَظَى
مَن ذَا لِيُطفِئهَا لَولَاكِ لَمْ تَقِدِ
مَا قَصَّرَ العَقْلُ في لَوْمٍ عَلَى كَلَفِي
وَاللَّوْمُ يُسعِرُهُ كالزَّنْدِ في حَصَدِ
وَالقَلبُ تَبْقَى بِعُمر الطِّفلِ جَذوَتُهُ
يَهوَى الحَياة جَدَى فَيْضٍ بلا سُدُدِ
لَولاَكِ هَاجَرُ حَصراً مَا جَرَت مُهَجِي
بالحُبِّ، ما خَفَقَت رُوحي لِصُبحِ غَدِ
أنُهْدِرُ العُمرَ في الأشواق تُحرِقُنَا
شَمْعاً على سَهَرٍ بالوجدِ مُطَّرِدِ
وَالعَيشُ دُونَ وَصلٍ كالرَّحَى نُصِبَتْ
تَدُورُ تعرِكُنَا بالنَّصْبِ وَالكَمَدِ
مَا العُمرُ إلاَّ أوَيقَاتٍ لنا فُسِحَتْ
غُنْماً لِمَا ندَّعِي في الوَصْلِ مِن سُعُدِ
يَا لَيتَ شِعرِي إلَى عَينَيكِ أشرِعَةٌ
فأُجهِدُ الحَرفَ جَدفاً غيرَ مُقتَصِدِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق