قالت الشَّاعرة العراقية / فادية الجبوري
إذا ما العقلُ صاحبهُ الضميرُ ___ تألَّقَ بالنَّدى منهَ السَّفيرُ
مجاراة بعنوان :
علمٌ وعمل _________________________________البحر : الوافر
ودنيا لا يدومُ بها سرورُ ___ فقد رحلَ الهوى وعدت شرورُ
وما في القلبِ قد أضحى ثقيلاً___ ومن في العينِ كادتهُ البثورُ
فلم ير ما جرى من خُلْفِ إلفٍ ___ ومن همِّ الحياةِ بدا ضمورُ
أضاعَ الأمنُ في وطنٍ لخلٍّ ؟!___ ومن زرعٍ لهُ جفَّت بذورُ ؟!
هيَ الأحلامُ لا ترجو خيالاً ___ يُغيِّرُ من بدا منهُ القصورُ
بلا عملٍ يدورُ كمن تشظَّى ___على شطِّ الهوانِ ولا عبورُ
......................
ألا يا حاملاً همَّاً ويأساً ___ متى تُلقي الجهالةُ من يبورُ ؟!
تصاحبُكَ المنايا كُلَّ حينٍ ___ فأينَ العقلُ من ثورٍ يدورُ ؟!
ألا فاعلم بأنَّ العلمَ فرضٌ___ ومن جهلٍ علا هُدِمت قصورُ
فشدَّ رحالَ من علقت بدربٍ ___ فنفسٌ لا يناسبها الفتورُ
لنارِ العارفينَ هفت لتجلو ___ دخانا في القلوب لهُ قتورُ
ففي سِيَرِ الأحبَّةِ كُلُّ عزمٍ ___ يجلجلُ عندَ من يحبوهُ نورُ
.....................
ألا فاعلم بأنَّ الحقَّ باقٍ ___ ولا باقٍ معَ الأيَّامِ سورُ
فلا تركن لمخلوقٍ تعالى ___ بمالٍ أو بجاهٍ لا حبور
ومن في الصَّالحاتِ لهُ نصيبٌ___فصاحب لو تُباعدُهُ النسورُ
فكلُّ ملامةٍ ليست لشهمٍ ___ وعقلُ المرءِ يجلوهُ الصَّبورُ
وميزانُ الحياةِ عقولُ خلقٍ ___ تديرُ الكونَ والأعلى شكورُ
سيجزي كُلَّ مخلوقٍ بفعلٍ ___فلا تقعد بلا عملٍ يفورُ
......................
ونيرانُ العناءِ بها نضوجٌ ___وللأفواهِ قد تدنو القدورُ
فلا جوعٌ ولا شبعٌ تمادى ___وخيرُ الخلقِ من تحويهِ دورُ
وكلُّ عبادةٍ للهِ تمضي ___ بطهرٍ لا تدانيهِ العطورُ
فكم للَّهِ إخلاصٌ تهادى ___ كجنَّاتٍ بها للخلدِ حورُ
ومن يُحرم مكاناً في حياةٍ ___ فأذكارٌ لجنَّاتٍ قصورُ
فقل حقَّاً ولا تخشَ المنايا ___ فذا عمرٌ ولن يبقيهِ زورُ
.....................
وعش حُرَّاً وللخلاَّقِ عبداً___ فإنَّ الذُّلَّ من كرمٍ يغورُ
أراني قد أطلتُ عليكَ فاعلم ___بأنَّ الحبَّ يزجيهِ المَرورُ
وحبُّ اللهِ أرجى في حياةٍ ___ وآخرةٍ فكن ممَّن يحور
وشارك كُلَّ مخلوقٍ بخيرٍ ___ إذا كانَ الدُّعاءُ بهِ السرور
وصلِّ على الحبيبِ وآلِ بيتٍ ___ وخيرِ صَحابةٍ يحدوكَ نورُ
صلاةٌ والسَّلامُ عليكَ يا من ___تُرينا الحقَّ إن رُفِعت ستورُ
.......................
الأحد 17 صفر 1442 ه
4 أُكتوبر 2020 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق