. أَيُّ الْبِلادِ على أَعْتَابِهَا سَجَدُواللشاعر الدكتور ابراهيم الفايز
سَلِ الْعَوَارِفَ مِنْ بَدْوٍ وَمِنْ حَضَرٍ أَيُّ الْبِلادِ على أَعْتَابِهَا سَجَدُوا
لِيَبْلِغُوكَ وَقَدْ غَصَّتْ حَنَاجِرُهُمْ
هُوَ الْعِرَاقُ وَمَنْ ذا مِثْلُهُ بَلَدُ
فِيهِ الْأُبَاةُ وَإنْ بَانَتْ مَشَارِبُهُمْ
لكنَّ أَعْيُنَهُمْ مَا مَسَّهَا رَمَدُ
لَمَّا غَزَتْهُمْ أَعَادِيهُم مُّجَاهَرَةً
في قَعْرِ دَارٍ وَهُمْ في وَسْطِهَا عَمَدُ
بَانَتْ حَوَاضِنُ مَنْ خَانُوا عُرُوبَتَهُمْ
حَتَّى اخْتَفَى كُلُّ مَاحَاشُوا وَمَا حَصَدُوا
مِنَ الْعُلُومِ فَعَاشَتْ في ضَمَائِرِهِمْ
يَدُ الْمَجُوسِ وَنَارُ الْحِقْدِ تَتَّقِدُ
وَسَارَ في عِرْقِهِمْ مَا لَمْ يَكُنْ دَمَهُمْ
كَحَاطِبِ اللَّيْلِ لا يَعْنِيهِ مَا يَجِدُ
وَالْعِرْقُ إنْ دَسَّ قَدْ يَأْتيكَ أَطْيَبُهُ
وَقَدْ يَجيئُ بِمَا لا تَرْتَضِيهِ يَدُ
وَجَاءَ في وَطَنٍ الْأَمْجَادِ مَنْ ذَهَبَتْ
عَنْهُ الْمُرُوءَةُ دَسَّاسٌ وَمُلْتَحِدُ
حَتَّى تَكَاثَرَ مِنْ أَزْلَامِهِمْ نَفَرٌ
عَاثُوا فَسَاداً وَقَدْ أَغْرَاهُمُ الْعَدَدُ
كَانُوا بَدَائِلَ لِلْأغْرَابِ قَدْ لَبِسُوا
ثَوْبَ الْعِراقِ فَهَدُوا مِنْهُ مَا وَجَدُوا
ما أَرْضَعَتْهُم مِّنَ الأنْبارِ مَاجِدَةٌ
وَلا أَقَلَّتْهُمُ الْفَيْحَاءُ مُذْ وُلِدُوا
وَلا بِبَغْدَادَ قَدْ خَطَّتْ أَنَامِلُهُمْ
حَرْفاً وَلٰكِنَّهُمْ بِالْهَدْمِ قَدْ صَمَدُوا
يا وَيْلَ أَوَّلِهِمْ يَرْثيِهِ آخِرُهُمْ
مِمَّا سَيَلْقُونَ مِنْ نِيرَانِ مَا وَقَدُوا
وَإنَّ بَغْدَادَ يَوْمُ الْبَأْسِ تُسْكِنُهُمْ
بَطْنَ اللُّحُودِ فَلا يُغْنِيهُمُ الْمَدَدُ
إنَّ النُّفُوسَ إذا أَطْعَمْتَهَا أَدَباً
تَأْتيكَ بالعَسْجَدِ الْمَسْبُوكِ تَحْتَشِدُ
وَإنْ نَمَت تَّأكُلُ الأَخْبَاثَ وانْحَسَرَتْ
تُعْطِيكَ خُبْثَاً وَلَمْ يَفْرَحْ بِها أَحَدُ
.................................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق