ليلُ الحيارى :
وأغطشَ ليلُ النأيِ غارت كواكبهْ
وسُدَّ على ركبِ السُّراةِ مساربهْ
مضى العُمرُ لا ندري متى تستردُّنا
إلى باطنِ الأرضِ الطّهورِ ترائبُهْ
أطاحَ بكم جيشُ العدوّ بنكسةٍ
بستة أيّامٍ وما ارتدَّ حاجبُهْ
ومرّتْ عقودٌ لم تردّوا بضربةْ
تُعيدُ لكم شبرا فيفرح صاحبُهْ
فكيف يخوضُ الحربَ جيشٌ مُدجّنٌ
وقادتهُ إنْ ثار ظُلماً تعاقبُهْ
إذا راحَ منّا القدسُ لا عاشَ غيرهُ
ولا عاشَ مغرورٌ وشُلَّتْ عصائبُهْ
لأنّ حياةَ المرءِ من غيرِ عزّةٍ
كبحرِ العمى اللّجيِّ ضاعت مراكبُهْ
فهذي فلسطين ُ الأعزُّ مكانةً
يعيثُ بها الغازي يُفَتَّلُ شاربُهْ
يسيرُ أخو كبرٍ وخُبثِ طويّةٍ
كأنّ أبا قردان في الكبرِ صاحبُهْ
وأنتم بُغاثُ الطّيرِ لا خيرَ فيكمُ
يسومكمُ الغازي ولا من يُغالبُهْ
جيوشٌ و أموالٌ وأنفسُ طُوّعت
لرأيِ حقود لم تجد من يُحاسبُهْ
فلا غرب في الدّنيا ولا شرق َ ودّكُم
فكلّهمُ ذُئبانُ غدرٍ عواقبُهْ
على بيدرِ الأحزانِ تدمى كلومكُمْ
عليه أفاعي موتنا وعقاربُهْ
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان / أبو بلال
٤/١٠/٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق