قُبَّرَه-------
ناحَت بقُربي على الأفنانِ قُبَّرةٌ
تهدي السّلامَ لٍمن أقنَى مآقِيها
لوَت فؤادي من الألحانِ قاصِدةً
زُغبَ القوافي وما ضنَّت معانِيها
وغيَّبتني بِنَهلِ الّلحنِ مُرتبِكاً
حتّى تملَّكني بوحُ يناجِيها
أسرجتُ حرفي بفيضِ النَّضح أرمقُها
مثل الرَّباب تغنَّى من مغانِيها
وعاتَبتنِي ومالي في العتابِ هوىً
دنوتُ منها وما شفَّت تَلاقِيها
ندبتُ حظِّي وعاد الشَّوقُ يجرحُني
حتّى تصابى جميلُ النِّطقِ نادِيها
ثم استمالَت إلى طرفي تؤرِّقني
ما مال طرفي عن الإيقاعِ راضِيها
وكم حلَفتُ لها أنِّي بها ثمِلٌ
فعذَّرتني وضاع الحلمُ يُقلِيها
فغادَرَتنِي وكلِّي يشتكي صَبَباً
وما هوتنِي يقيناً مال قاضِيها
عن اهتمامي وما عادت تُسائِلُني
ضيَّعتُ عُمري وعمرُ الوردِ سالِيها
أنَّى تراني أراها في مواكِبها
أرحِّلُ الطَّرفَ مِهراقاً لِدانِيها
وأطلبُ الغَيثَ أن يروي عباءَتها
من مُزن عِشقي وعِشقي لا يلاقِيها
شكوتُ حظِّي إلى فيضٍ يتابعُها
فعاقبَتنِي وغابَت في روابِيها
ومن رِضاها يطولُ النَّوحُ في طرَفي
وفي المآقي نديمٌ غابَ يَجلِيها
عن السُّطور الّتي دوَّنتُها رُطباً
مَنٌّ وسلوى وفي الأهدابِ حامِيها
-----
د عماد أسعد/ سوريه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق