(بينَ المحالِ وفسحةِ الإمكانِ)
عبثاً أُؤجلُ لحظةَ الغليانِ
وأُهدئُ النّيرانَ في شريانِي
عبثاَ أحاولُ أنْ أُضمِّدَ أسطري
وأصيغَ من جُمَلِ الصّراخِ بياني
عبثاً أحاولُ أن أكونَ كما أنا
دونَ اعتباري شاعرَ الهَذَيانِ
لا صوتَ يخرجُ من فمي
إلا بهِ
لهبٌ يُحرِّقُ أحرفي ولساني
لكإنّما هوتِ المراجلُ أضلعي
وحلا لها دونَ المكانِ مكاني
فأدورُ في فلكِ اللّهيبِ كأنّني
صنوُ الفراشةِ دائمُ الهَيَمانِ
عبثاً أفتشُ عن مكانٍ آمنٍ
بين المُحالِ وفسحةِ الإمكانِ
وأراقصُ الضّوءَ الرّشيقَ برقصةٍ
صوفيّةِ التّحليقِ والدّورانِ
وأضمُّ قلبي باليدينِ تَحوّطاً
كي لا يُقالَ أُصيبَ بالزّوغانِ
وأخطُّ حرفاً في فضاءِ قصيدتي
مثْلَ الشّهابِ وأنقضي بثوانِ
ياللخيالِ فكم خشيتُ جموحَهُ
فاختارَ شعري حثَّهُ ونهاني
تلكَ القصيدةُ قد أحانَ أَوانُها
وجرتْ توضِّبُ صرّةَ الأوزانِ
فتناثرتْ بعضُ الحروفِ بغفلةٍ
منها فكانتْ للرُّؤى عنواني
هل يملكُ الشّعراءُ إلا نغمةً
كالسّحرِ تخرجُ من فمِ الوجدانِ
أو يملكُ الشّعراءُ أيّما حيلةٍ
تخفي الخيالَ بباطنِ الأذهانِ
لا شخصَ يرسمُ في الحياةِ مسارَهُ
وفقَ الإرادةِ من بني الإنسانِ
إنّ القصيدةَ كالغرامِ أجلّهُ
ما كانَ يشبهُ لوثةَ الإدمانِ
هي كالسّرابِ قصيَّةٌ ودنيَّةٌ
تغري البعيدَ بفائضِ اللّمعانِ
محمد ياسين ابراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق