...... رنّة الأرض ......
حمامةٌ على دوح عتيق
تهُزُّ الجناح فيُضنيها الحَفيف
تبحثُ عنْ هدْلها الضّائع في ضجيج الزَّوْبعة
بمنقارها تُقارعُ قيْدًا مُزمنًا
والأفق أمامها يمتدُّ مرآةً صقيلة
على مرْمى البصر ترى سرْبا يطير
حمائم
بيضاء
سوداء
مرقّطة
تُمعنُ النّظر
عنْ طيفٍ ضائع تتقصّى
عنْ هدْلٍ محشور في قُمقم الخِذلان
تنظرُ ، تتمعّنُ فيراوغُها البصر
يعود كليلا
حسيرا
مهزوم الرّؤى
وتعودُ ثكْلَى تخبطُ بالجناح
ذاك المُقيّد على أعتاب أمنية كسيرة
لكنّ البَصر لا يكلّ
والرّوح تتوق إلى سالف الأشياء
في باحة البيت الكبير
الجدّ يتربّعُ على سجّادته العتيقة
يروي للزّمن التّراتيل منْ عهد آدم
يسترجع نفحة تلقّفتها معمعة الرّيح
والرّوح تتلجلج بين مرْبع وضريح
هاجر والرّكض
الصّفا
المروة
وزمزم نافورة من عمق الحجر
الماء كما النّسر يهزّ تهاليل الظّفر
والصّدى يمتدّ، يتردّد
الماء ... الماء ...
وهْي بلْ جدّتُها أمام الغار لوحة ربّانيّة
أمّا أخواتها فَحوْل القبّة
منْ مهجهنّ تتدلّى أغصان الزّيتون
والأصوات تهدل
وهي على الدّوح تسأل
تُراني أكون رغم الأتون ؟
تعاتب الزّمن سارق الأصوات
كاتم النّبرات
يُرديها وهدْلها في الأحابيل العصيّة
يكاد يُقصيها عنْ أرض النبوّة والسّلامة
لولا غصن زيتون
برعم واعد
على الضّفاف الظّمآى يلوّح
يرتّل
أنا هنا
للغد علامة
أنتظركِ ..أنتظرُ الحمام يعود
والهدْلُ مِلْء الصّدى
رنة الأرص
روح المدى تسري
تكسر القضبان
وتُسقطُ القيود.
ونس ....29 / 11 / 2020
بقلمي ..جميلة بلطي عطوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق