..🟢 ديوان جمر في ذاكرة الرماد 🟢
﴿ لَاْ تَسْأَلَيْ ﴾
لَاْ تَسْأَلَيْ عـنْ حالـتيْ أحـدا
أوكلـتُ حالي الواحدَ الأحدا
قدريْ هوَ الْمكتوبُ فيْ قَدَرِيْ
وقـناعتيْ تُـضفيْ الجوىٰ بـردا
روحيْ لـداْرِ الخلـدِ وجْـهـتُها
وجهيْ لـغـيرِ اللَّهِ مـا سـجــدا
نفـسيْ عنِ الْأطماعِ عـازفـةٌ
والأمسُ لاْ تطويْ يداْهُ غــدا
رزقيْ هوَ الْمقسومُ فيْ صحفيْ
والعُـمْـرُ لا يطـغيْ مــداْهُ مـدىٰ
أبنيْ بيــوْتَ الزهـدِ منْ ورعـيْ
أسـلـوْ مــعَ الْأحــزانِ مُــنـفـردا
إنْ مــسَّــنِـيْ خـيرٌ شكرتُ ؛ وإنْ
شـرٌّ صبرتُ ؛ لأسـتـزيـدَ هُـدىٰ
الحُــبُّ مـنْ قـلـبيْ مـــشـاْرِبُـهُ
والحـقدُ لا أطـويْ بِـهِ كَـبِـدَا
بالـلـيـلِ قُـــدَّاسٌ لـرحْـلـتِــنـا
والصـــبـحِ إيــْنـاسٌ إذا وفـــدا
مـا دامَ ربِّـيْ مـنْ تَـكَـفَّــلَ بـيْ
لا تـسـأليْ عـنْ حـالـتيْ أبـدا
مـنْ غيرُهُ الْرحمٰـنُ مـعتمديْ
أَمَّــنْ ســواهُ كـانَ مــلـْـتـــحــدا
لا تسأليْ الدنـيا و مـا صنـعـتْ
يبقىٰ الجواْبُ عليكِ مُـعْـتَـقَـدَا
مـا طـابَ نَـسْـمٌ فيْ مـضـاربِـهـا
يوماً و لا أوفـىٰ الهــوىٰ عــددا
فــيـهـا رحــىٰ الأيَّــامِ دائـــــرةٌ
بالغَـيِّ تُـعْـدِمُ عِشْقَها الرشــدا
تُصْلِيْ لـياْلِي الشـوقِ مـنْ كَبِدٍ
والـعـينُ تُـحْـرِقُ دامـعاً سَــهِــدَا
أفـنـىٰ الشبابُ بِـحُـبِّـها عُمُرِيْ
والشيبُ يبريْ بالردىٰ جــسدا
لا تسأليْ ما الحَـلُّ فيْ بلـديْ
والجـرحُ يُدمِي البنتَ والولدا
لا الصخـرُ يرحمُ إستـغاثتَـها
كـلَّا و لا حجرٌ يُـجِـيْبُ نِـــدَاْ(ء)
حتَّىٰ القوافيْ مـا عَـلَـتْ صنماً
بالصوتِ إلَّا عَادَ مُحْضَ صدىٰ
الصـدقُ فـيها مـاتَ مــسْــغــبةً
والكذبُ يَـحْــيا بالشـقا رغــدا
الغــدرُ خـنـجـرُهُ بـخـاْصــرتيْ
قدْ قَـيَّـدَ الْأحـــشاْ و غلَّ يـدا
واليُـمْـنُ والْإيـمـانُ سَـاْقَــهُــمَـا
نَـعْـشُ الضميرِ طرائـقاً قِـدَدَا
فـيـها جُـيــوْشُ الـغِـلِّ كَـاْلَـبَـهَا
جـيـشٌ عـلـيـنـا لا لـنـا مــددا
يا حسرةَ الْأقـلامِ كمْ سَـكَـبَتْ
منْ دمـعـةٍ لمْ نُـحْـصِـهَـا عَـدَدَا
منْ دعوةِ الْمـظـلـومِ إنْ فَتَحَتْ
حُـجُـبَ السـماءِ بِـقَهْرِهَا كـمدا
مـاذا يُـجـيـبُ الـظـالــمـــونَ إذا
وقـفـوا أمـامَ العـدلِ دونَ فِــدَاْ !؟
وَ بِــمَ يَرُدُّ البـغـيُ إنْ نَـطَـقَـتْ
مِــنْـهُ الحـواسُ وجِـلْـدُهُ شَـهِـدَا
حُـقَّـتْ عُـرَىٰ الإسلامِ ساْئلتيْ
بُـسَّـتْ جِـبالُ تَـصَـبُّرِيْ جَـلَـدَا
نسجَ الغـراْمُ لـرحلـتيْ كـفـنـاً
لا تـغـزليْ مـنْ ظُـلـمِـهِ مـسـدا
فيْ دوحـةِ الأرواحِ مــوعــدُنا
والوعـدُ حـقٌّ لنْ يَضيعَ سُـدَى.
همدان محمد الكهالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق