الخطواتُ الأخيرة :
تَعَرّضَ لي في دُجْيَةِ الليلِ ناعبُ
فأدركتُ أنّي لاحقتني المتاعبُ
وأمضيتُ ليلي والجفانُ عليلةٌ
أُقارع أَحلامَ الشّقا وأُغالبُ
فما أصعبَ الأيامَ زاداً على النّوى
إذا كان بين العادياتِ المصائبُ
طريحُ فراشِ السُّقمِ عاماً ولم أزلْ
أهُزّ يراعي شائقاً وأخاطبُ
ولم أرَ إلّا صفوةً من اقاربي
ومن كنتُ بين المخلصين أُصاحبُ
بكيتُ كما يبكي الوليدُ مخافةً
من الموتِ قد هامت عليهِ العقاربُ
فما أقربَ الموتَ الزؤامَ من الذي
يظنُّ بانّ العُمرَ بحرٌ وقاربُ
وليس بمقرورٍ مع البردِ راجفٌ
ولكنّهُ من فُضّ عنهُ الأقاربُ
خلا العيشُ مما ندّعيهِ سعادةً
إذا غابَ بعد الأهلِ خِلٌّ وصاحبًُ
لقد أرهقتنا في الحياةِ وظائفٌ
وسطوةُ مسؤولٍ وهمٌّ وراتبُ
وها نحنُ من بعد( التقاعدِ) ضُيّعتْ
نضارتنا والوجهُ ذاوٍ وشاحبُ
قعدنا نراعي الموتَ حتى كأنّنا
نعُدُّ له الأيامَ والسّهمُ صائبُ
فما أصغرَ الدنيا وإن جلّ شأنُها
وما هي إلّا شقوةٌ و مطالبُ
لقد عاشت الأحقادُ فينا ولم تزلْ
تضِجُّ لها في كلّ حيٍّ مساربُ
إذا كنتَ في جنب الالهِ فلا تخفْ
فذنبكَ مغفورٌ لديهِ و غاربُ
هو الله من لا يملكُ الأمر غيرُهُ
ومن غيرهُ عند اللقاءِ يحاسبُ
وأفلح في دنياً وأُخرىً أخو تقىً
وليس يجيرُ المرءَ زِيٌّ وشاربُ
مراتبنا في العيشِ بالموتِ تنتهي
وتبقى أمامَ الله فينا المراتبُ
إذا ساءني يوماً غشومٌ وغالني
عفوتُ وما لي عندهُ ما أُناصبُ
هناكَ حياةٌ لا تَفَرُّقَ بعدها
ألا فلْيسارعْ من إلى اللهِ تائبُ
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان/ أبو بلال
٢٣/١٢/٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق