بعض الظن...على الأموات قد رقد الذباب
فروح الحي ارقها الغياب
وأمة يعرب لا نبض فيها
وبعضهم تعضهم الذئاب
انحزن ان ذكرنا القدس يوما
ونبكي حين يتعبنا العتاب؟
انخجل ان ذكرنا الشام سهوا
وشام العشق غلّفها الضباب؟
بلاد الرافدين فدتك نفسي
ذكرتك حين اغراني الرضاب
بلاد العرب في شفتي ورود
نسيم الشوق يحمله الإياب
اخاطبها وما وسعت حروفي
وما ضاقت وقد عزّ الخطاب
بلادي والدموع على جراحي
هواطل مثلما تبكي السحاب
اذا ذكر الجهاد فذاك ذنب
وبعض الذنب يفضحه الثواب
فإنّ الليل تزرعه عيون
وضوء الفجر يحصده اليباب
سياج الفكر من قلم النوايا
وفكر الحرّ يألفه الكتاب
تدلت من حبال الموت بطن
وما ذلت من الجوع الرقاب
لقد قتلوا الغرام وما بكينا
ودوح الروض دنّسها الغراب
أنا العشق القتيل بغير ذنب
وسمّ الغرب في كاسي مذاب
انا الشعر الذي غنّاه قهر
انا اللحن المموسق والعذاب
كتبت لموطني فازداد ظني
(وبعض الظن يدركه الصواب)
......
محمد فؤاد الخالدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق