زوابِعُ هُمومِ الحياة :بحالِك الليل هذا الهمُّ يتَّحِدُ
فأورثا جَمرةً في القلب تتَّقِدُ
وحدي أذوق الردَى همَّاً يُصارعُني
وليس يَحمِلُ همِّي في الورَى أحَدُ
حتى حُروفي لَعمْر اللهِ ما احتَملَتْ
للهمِّ وصْفاً وما ليْ عنده جلَدُ
كم ضاقَ صَدري به دهرا
وأرَّقني
حديثُه حينما ذابَتْ به الكَبِدُ
كأنّه صيغَ من إعصار قارعةٍ
تَنْهَدُّ مِن هَولها الآكامُ والنُّجُدُ
ولو بثثْتُ قليلاً منه لانقطعَتْ
حبائلُ السَّعْد واعتلَّتْ به الجسَدُ
زوابعُ الهمِّ لا تنفكُّ تنهشني
بِنابها وفؤادي باتَ يرتعِدُ
الله ما أعظمَ الهمَّ الذي اتسعَتْ
آفاقُه في فؤادٍ حينَ يفتئدُ
ما زال همِّي ثقيلاً حينَ أحملُه
ولم تطبِّبُه في الخافقَيْنِ يَدُ
إلا كلامُك ربي فهو يسعدُني
يريحُ نفسي وفيه للحياة غَدُ
أشْكو إلى اللهِ هذا الهمَّ لا أحَدٌ
أشكو إليه الذي ألقاه أو أجِدُ
فهو الذي يُرتجَى في كشْف مُعضلةٍ
مُفرِّجاً هَمَّ مَن يُزري به الكمَدُ .
بقلم الشاعر
أبي رواحة عبدالله بن عيسى الموري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق