" أنا .. وهو "
.-.-.-.-.-.-.-.-.-.
ما أنتَ مِنِّي ما اعتَنَقتَ نِفاقا
وتَبايُن الأهواءِ زادَ شِقَاقَا
ونياطُ قَلبيَ بالوَفاءِ تَعَلَّقَت
وَمَعَ الصَّدوقِ بِودِّهِ يَتَلاقى
أفنَيتُ عُمريَ بالتَّمّلُّقِ زاهِداً
وبِأهلِهِ .. ما خُضتُ فيهِ سِبَاقا
هيَ ثُلَّةٌ فيها تَجانَسَ طَبعُهُم
أضفَتْ عَلى سوءِ الخِلالِ نِفاقا
قَد أهرقوا لِلكَسبِ ماءَ وجُوهِهِم
وبِذِلَّةٍ لَوَّوا لَهُ الأعنَاقا
واستَمطَروا مِن كُلِّ ذي شانٍ عَلا
فَضلاً فَكانَ حَصادُهُم إملاقا
وتَوَسَّموا مَجداً بِتَقبيلِ الثَّرى
مِن تَحتِهِ فَتَجَرَّعوا الإخفَاقا
فالطَّبعُ يَغلِبُ إن أبَيتَ تَطَبُّعاً
بِذَوي الفَضَائِلِ واعتَزَلتَ لِحَاقا
ما كُلُّ ميراثِ الثَّراءِ بِصَانِعٍ
عِزَّاً إذا لم تَملُكِ الأخلاقا
وإنِ افتَقَرت فإنَّ مَجدَكَ راسِخٌ
ما دُمتَ تَنْضَحُ عِفَّةً وخَلاقا
حَبلُ العِبادِ وإن تَوَثَّقَ واهِنٌ
وَيَزيدُ رَبّْك حَبلَهُ إيثاقا
._._._._._._._
خالد مصطفى بيطار
1 / 12 / 2020
قصيدة اكثر من رائعة، ليس فقط لأنها تبعث فينا ماضي الشعر المجيد الذي أضحى من العملات نادرة التداول ،بل لأنها جاءت عذبة الألفاظ مع روعة الصور وترابطها خدمة لغرض الأبيات عامة بصور لا تخلوا من الحكمة والفلسفة وعمق فهم صاحبها - الذي نعتز فيه- للحياة اجمالا وفهمه العميق فيما يكتب ولما يكتب ، ولا انسى احترامه الشديد للغة وخدمته وإخلاصه وتفانية لها .أجدني قلت شيئا يسيرا مما تجود به هذه القصيدة مع إيجازها وبعد ما تحمله من معان راقية جزلة لم تخرج ولا حتى بحرف واحد عن خدمة الغرض منها .
ردحذفوفقكم الله اخي الاستاذ الشاعر خالد بيطار ودمتم متألقين.