إلى روح الشاعر العراقي المجدد الخالد ( بدر شاكر السياب ) بمناسبة ذكريات ولادته ووفاته في هذه الأيام ( رحمه الله ) .. أهدي قصيدتي هذه :
( القدّيس .. وآية المطر )
عرّج على الروضِ جنبَ الماءِ والشجرِ
فَثَمَّ قدّيس يتلو آيةَ المَطرِ
يتلو من الشِعرِ ما لا شيء يشبهُهُ
لآلى النظمِ في بحرٍ مِن الصِورِ
كأنَّهُ الغيث ..يسقي جُدبَ أنفُسِنا
فتُصبِحُ الروحُ بُستاناً مِن الزَهرِ
كأنَّهُ السِحر ما يتلو .. فيسحِرُنا
ويأخذُ الروحَ ..حين البوحِ .. في سَفرِ
قد صاغهُ الحُزنُ مُذ كانَت بدايتهُ
فأشبعَ الشِعرَ انهاراً مِن الكَدرِ
والحُزنُ في الشِعرِ .. مِلحٌ في موائِدهِ
والحُزنُ في الشِعرِ مِثل الطعمِ للثَمَرِ
كم أودعَ النهرَ أسراراً بِلا عددٍ
وقاسمَ الماءَ ما لاقى مِن القَدرِ
( بُويبُ ) للآن يحكي فصلَ قصّتهِ
ويُخبِرُ الناسَ عن شطرٍ مِنَ العُمُرِ
ومنزِلُ الجَدِّ في ( جَيكور ) يذكُرهُ
فسيرةُ ( البَدرِ ) تحلو ساعةَ السَحَرِ
كم حاورَ النَخلَ في ساعاتِ عُزلتهِ
وأودعَ السَّعفَ أشجاناً مع النَّظرِ
وراقَبَ الغيدَ في أحراشِ قريتهِ
يُعلّلُ النفسَ في حُبٍّ كَما الشَّررِ
يامُبدعَ ( الحُرِّ ) يا عرّابَ نهضتهِ
يا ساحِرَ البوحِ .. يا مُستعذبَ الأثرِ
إنّي لأهواكَ مُذ أدركتُ .. مُلتمِساً
بعضَ إنبِعاثاتِكَ الخضراءَ في السّمَرِ
إليكَ مولاي ..هذا الشِعرَ أنظِمهُ
فيهِ مع الحرفِ حُبٌ غيرَ مُستترِ
فراس الكعبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق