الثّــوابِت
=========------------------ الشاعر حسن منصور
************
أنا مُـؤمـنٌ بِعـُـــروبَـتي وبِـديــني هــذا اليَـقـيـنُ عَـقـيدتي وَيَقـيـني
شَـيْئانِ شاءَهُما العَليمُ على المَدى مُـنذُ ابْتِـداءِ الخَـلـقِ وَالـتّـكْـويـن
جـاءا مِنَ الأزَلِ العَـمـيقِ لِيَـبْـقَـيا أَبَـدَ الـوُجـودِ بِغـيـرِ عَـدِّ سِـنـيـنِ
والـثّابتُ الأَبَـدِيُّ لـيسَ يَـضـيـرُهُ شَكُّ الفَـواسِقِ أوْ رُؤى المَأفـون
عَـربٌ يُوَحِّـدُنا الشّعارُ وَأرْضُـنا وَلِسانُـنـا بِالــصِّـدْقِ كَالسّـكّــيـن
عَربٌ وَنَبْقى ثابِتينَ على الـمَدى لسْـنا يَهـوداً مِنْ بَني صَهْـيــون
وَلُـحـومُـنا مـنْهـا تُـرابُ بِـلادِنا بِروائِحِ المِسْكِ الّذي في الطّـين
وَدِمـاؤُنا المـاءُ الـذي نَسقي بِـه أشْـجـارَنا كَالـتّـيـنِ وَالـزّيـتـون
وَعِظامُنا رَمْلٌ كَسا صَحْـراءَنا لَـوْناً زَهـا كَالأصْفَرِ المَطْحون
وَعِـظامُنا وَفُـتاتُها التِّـبْـرُ الـذي زَخَـرَتْ بِهِ في جَـوْفِها المَدْفون
آبـاؤُنا وَجُــدودُنـا مِـنْ قَـــبْـلـِنا نَـبَـتـوا هُـنا بِـالعِـزِّ وَالتّـمْـكـيـن
سادوا وَبادوا إِنَّما أَنِفوا الوَنَى وأبِـيُّـهُـمْ مـا ذاقَ طـعْـمَ الْهـون
ما كانَ فـيهـمْ واحِــدٌ مُــتَـرَدِّداً أوْ كانَ يَحْـذَرُ مِـنْ لِقاءِ مَـنـون
أوْ كانَ فيهِمْ خائِنٌ رَضِيَ الخَنا أوْ تاجِـــرٌ بِـمُــحَــرَّمٍ وَثَـمــيـن
مـاتـوا كِـراماً واقِـفـيـنَ كأنَّهُــمْ أشْـجارُ نَخْـلٍ باسِـقِ العِـرْنـيـن
***********
وَوَراءَهم إخْـوانُهُــمْ مـنْ أمَّـةٍ عـربيّةِ الأعْـراقِ خـيْرُ مُعـينِ
وَالمَجْـدُ فـيهـا لا يَـزالُ مُـؤَثَّلاً رُغْـمَ الـذينَ تَصَهْـيَـنـوا بِجُنون
هُـمْ حِـفْـنَةٌ مَـرْذولةٌ مَـنْـبـوذةٌ ما بـيـنَ وَغْــدٍ واغِـلٍ وَظَـنـيـن
وهُـمُ الأشَـدُّ بِكُـفْـرِهِمْ ونِفاقِهِـمْ وَبِغَـدْرِهِمْ وَبِجَـهْـلِهِـمْ في الـدّين
وَسَيَلْعَنُ التاريخُ وَالأجْيالُ مَـنْ يَطْغى، وَيَلْعَنُ وَجْهَ كُلِّ خَـئون
لكـنْ سَـنـَـبْقى أمَّـةً مُـتَحَـصِّنـيــــــنَ بِـديـنــِنا وَيَـعِـــزُّ كُـلُّ جَـبـيــن
إنّـا نُـؤَكِّـدُ عَــهْـدَنا وَوَفــاءَنـا وَبَـراءَنـا مِـنْ فـاجِـرٍ مَـلـْعــون
الـدّينُ وَحَّـدَنا وَلَـمْـلَـمَ شَعْـثَـنا وَلِسـانُـنـا العَــرَبيُّ جِـدُّ مُـبـيـن
وَالخـيـرُ فـيــنا دائِـمٌ فـي أُمَّــةٍ وَلّادةٍ مِـنْـهـــا صَــلاحُ الـدّيــن
نحْنُ الهُـداةُ ولمْ نُـبِـدْ شـعْــباً بِحُـــــجَّـةِ عِـرْقِـهِ أو صِـبْغَةِ التّـلـويـن
وَرِسالـةُ الـنّورِ التي جِـئْنا بِها لمْ تُغْـضِ عَـنْها أعْـيُنٌ لِـفـَطـين
وَمَنِ الذي يَأْبى الهُدى وَضِياءَهُ وَيَظلُّ في تيهِ الضَّلالِ الْجوني؟!
يا أمَّـةً رُغْـمَ الفَـواجِـعِ لـمْ تَـزَلْ تَـحْــيا بِعَـهْــدٍ ثـابِـتٍ وَأمــيـن
ما هَـمَّـنا مَــنْ شَــذَّ عَنّا أوْ تَصَهْــــــيَـنَ راضِياً بِالوَصْمِ أوْ بِالدّون
إنَّ الكِـرامَ لَيُـكْـرِمونَ نُفـوسَهًمْ عَنْ سَقْـطَةٍ مِنْ مـارِقٍ مَـأْبونِ
********************************************************
الشاعر حسن منصور
من المجموعة الثالثة عشرة، ديوان جديد (بدون عنوان) ص 70
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق