عذرا رسول الله
أسفي على عصرِ المذلّةِ بعدما
كنّا كبارَ الناسِ في الأزمانِ
كانت جيوشُ العزِّ تغزو ذلَّهم
وتردُّ جهلَ الناسِ للعرفانِ
وتعمّرُ الأرضَ الكئيبةَ بالذي
يعطي القلوبَ سعادةَ الإنسانِ
واليومَ في شتّى البقاعِ فلا نرى
إلا نفاقَ اليأسِ والخذلانِ
فالبعضُ طبّعَ والذين تستّروا
بعداوةِ الأعداءِ كالخرفانِ
أين السّلامُ وما تزالُ ديارُنا
مغلولةً بسلاسلِ الشيطانِ
والقدسُ صارَ قضيةً منسيّةً
أو قصةَ النِّسوانِ للصّبيانِ
مسرى رسولِ اللهِ باتَ مدنّسًا
بركوعِنا في معبدِ الإذعانِ
والذّلُّ زادَ بعصرِنا بخنوعِنا
فالضعفُ في عصرٍ لنا ضِعفانِ
فلقد عجزنا عن حمايةِ قُدسهِ
بل قد رضينا حملةَ العدوانِ
واليومَ يا أسفي على حالٍ لنا
من عجزِنا عن نُصرةِ العدنانِ
في أيِّ وجهٍ سوفَ نلقى وجهَهُ
إنْ لم نُسَق قهرًا إلى النّيرانِ
لو لم يكن طعنٌ لنا في دينِنا
ما كان هذا الطّعنُ في الإمكانِ
عذرًا رسولَ اللهِ هذا ذنبُنا
فلقد تركنا الدّينَ بالعصيانِ
حاشاكمُ يا سيّدي عن وصفِهم
هذي صفاتُ صنائعِ العُربانِ
قد شوّهوا الدّينَ الحنيفَ بحَنثِهم
فطاولَ الأوغادُ بالبُهتانِ
لكنّهم لو يشهدونَ جمالَكم
وجلالَكم بمشاهدِ الإحسانِ
لتفاخروا في حُبِّكم وبوصفِكم
وتسابقوا بمعارجِ الإيقانِ
مصطفى كردي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق