( خدع الفؤاد )
خُدِعَ الفُؤادُ مِنَ الغرامِ إذِ ادّعَى
أنَّ الـهوى سـعْـدٌ وليسَ تـَوجـُّعـا
لـَـبَّـى نِــدَاءَ الـحــبِّ دُونَ رَويــةٍ
وهـفا إلى بـحـرِ الهُيامِ وأسـْرَعـَا
في لـذَّةٍ رَشـفَ الـمَحَبَّةَ واعتلى
عَرشَ الهوى شغفًا عليهِ تـربـَّعـا
ظَـنَّ الـصـّبـا طـربـا بِـغَـيـرِ صَبـابـةٍ
مَحْضَ ابْتِسامٍ ليسَ يُجرِي الأدْمُعَا
دَلـفَ البُعـادُ بـِلـيـلـهِ فـي غـرَّةٍ
ذاقَ المرَارَةَ والصدودَ تَجرَّعـا
في لجةٍ لِلعِشقِ أضحى غارِقـا
وبِعتمـةٍ حـبلُ الوصالِ تَقطعـا
والشوقُ أصـبـحَ كالـلَّـظـى في نـارِهِ
كَبِدِي وقلبي في الحشا احْتَرقَا مَعَا
مـا شـعّ صبحٌ للوصالِ بـِمـهـجَتِي
أنّى لـنـورٍ في الـنـّوى أنْ يَسطَعـا
واللّيلُ فيءُ الهجرِ في جـنَبَـاتـه
هـمٌّ وسـهـدٌ في الظلامِ تَـجـمـعـَا
هاجَ الحنينُ بِخافِقِي فَجَثَى على
بـابِ الـغـرامِ وبـالدِّمـوعِ تضـرَّعـَا
وَرَجَا الحبيبَ بأنْ يجودَ بِوصلهِ
مـا زارَهُ طـيـفٌ ولا قلـبي وعـَى
قـدْ لُـمـتـهُ فـأجـابـنـي مُـتـعـلـلاً
طبعُ الفؤادِ مِنَ الظِّبا أنْ يُخْدَعَا
منْ ذا الذي ما شاقَهُ حُسْنُ المَهَا
وإذا رأى سـحـرَ الـجمـالِ تـوَرَّعـا
هـلْ مُضْغـةٌ فيـهـا الحنانُ وَرِقـةٌ
تَقوَى لصدِّ الحسنِ أو أنْ تَـمْنَعـَا
تُـسبِي العقولَ نواعسٌ بلحَاظهـا
مِنْ نظرةٍ يَلقى الشديدُ المَصْرَعَا
وإذا خـُدودٌ في الـملاحِ تـوَرَّدَتْ
والـوجـهُ أشرقَ باللجينِ تَـرَصعـا
خـفـقَ الجَنانُ وما لـهُ منْ حـيلـةٍ
إلَّا الخضوعَ وحـقـهُ أنْ يخضعـا
لـنْ يُـجـديَ الإيـمـانُ مِـنْ مـُتَبتلٍ
إنْ مـاسَ قدٌّ فـالـتّقى لنْ يـنْـفـعـا
جبِلتْ على عِشقِ الحسانِ نُفُوسُنَا
لـنْ يـسـتطـيعَ مـتـيـمٌ أنْ يـقـْلـعـا
ربِّـي جـمـيـلٌ لـلـجـمـالِ يُــحـبـهُ
وهُـو الَّذِي خلقَ الجَمالَ وأبْدَعـا
خالد الشرافي - اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق