غيداء والوافر----
تُباغِتُني وتُوغِلُ في كِيانِي
تُهذِّبُني تُعِيدُ ليَ الصَّوابا
تُكلِّمُنِي وتُولمُ في جَنانِي
وتُوقِدُ نارَها تجلُو اكتِئابا
تُعلِّلُنِي بٍشلاَّلِ الأمانِي
فتَقتَبسُ الجَمالَ بها شَبابا
وتنتحِبُ الجوارحُ من جَفاها
إذا غابَت سَتُكلِمُنِي عِتابا
ولستُ بها النَّسيُّ وإن تناسَت
وفي الذِّكرى تُجِيبُ لِمن أجابا
لها وَجهٌ على الأرزاءِ يقوَى
من الأرزاءِ تَحمِي من أنابا
هي الإيحاءُ من سدَنِ القوافي
وفعلُ الخيرِ أكمَلها ثَوابا
سينجُو في شمائِلها طلوبٌ
وترتعشُ الفرائسُ إن أعابا
فلا مالٌ ولا ذَهبٌ مُصفَّى
له نفعٌ لِمن قصَد الإيابا
لها صوتٌ به المصمُومُ ينبُو
وأبكَمُ قال مُمتهِناً ربابا
ويبقى الخلقُ مشدُوهاً شريداً
ولانَسَبٌ لكُم ردَّ الجَوابا
سيسمَعُ صوتَ من نادى صريحاً
ذَوِي الألبابِ قد سمِعُوا الخطابا
هنيئاً للَّذي عرفَ المعاني
وفي يُمناهُ قد حملَ الكتابا
فهذي مِصرُ أمنةٌ لقومٍ
بها دخلوا وما عرَفوا احتِرابا
ويوسفُ من جمالهِ قدَّ حُسناً
فيا أبتاهُ ما ضلَّ الصَّوابا
-----
د عماد أسعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق