شَرفُ المصطفى
يا من أتيتَ إلى العوالمِ رحمةً
فتعطّرت من عطرِكَ الأكوانُ
قد كنتَ نورًا والسِّوى في عَتمةٍ
فتلوّنت من نورِكَ الألوانُ
ثم اجتباكَ اللهُ روحًا فانتشَت
فرحًا بكَ الأرواحُ والأبدانُ
أُرسِلتَ تشريفًا فما من ذرّةٍ
إلا ونورُ جمالِكَ العُنوانُ
فالذَّرُّ صارَ مشاهِدًا من نورِكم
لولاكمُ ما شُوهِدَ الرّحمنُ
وسَكنتَ أرضَ جزيرةٍ فتَطهّرَت
لولاكمُ لم تَسكُنِ البُلدانُ
وحديثُكم سوّى اللِّسانَ مُكرّمًا
فبكم تشرّفَ منطقٌ ولسانُ
والسّمعُ بعد سماعِكم نالَ المُنى
طُوبى لهُ فالقائِلُ الدّيانُ
والعينُ حازت من شهودِ جنابِكم
يا سَعدَها فالشّاهِدُ المَنانُ
فيكَ الكُهولُ تشرّفت وتجمّلَت
وكذا الشّبابُ كذاكَ والوِلدانُ
والسُّقمُ طابَ بمَسِّكم فغدا بكم
طِبًّا لنا إذ ذاقَهُ العَدنانُ
والموتُ كم يحلو فأنتم بالذي
حَلّيتُموهُ أتى لهُ الحُلوانُ
لمّا حَللتُم بالمكانِ تشرّفت
أبعادُهُ وتشرّفت أزمانُ
فالعرشُ طابَ بما حوى من نورِكم
والجِنُّ والأملاكُ و الإنسانُ
صلى عليكَ اللهُ يا نورَ الهدى
يا من نأى من نورِكَ العصيانُ
صلى عليكَ اللهُ يا نورَ الهوى
ما كانَ لولاكم حواهُ جَنانُ
صلى عليكَ اللهُ يا نورَ الورى
فعلا بهِ الإسلامُ والإيمانُ
صلى عليكَ اللهُ يا نورَ البَها
يا من صفا من حُسنِهِ الإحسانُ
مصطفى كردي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق