من فضاءات عيدالبحر المتقارب
على أيّ جَنبٍ أتى ياتُرى؟
ومن أيّ صوبٍ بدا وانبرى؟
وماذا أتى حاملًا في يديه؟
ربيع الأماني أم القهقرى؟
أفي كفّهِ وردةً تُشترى؟
نقدّمُها منحةً للورى؟
أم الشُّوك في كفِّهِ غالبًا
يُوزَّعُ عفوًا(ولا مَن يَرى)؟
وأُخرى لمن يشتري حاضرًا
(يداول)*مِن دون أن يخسرا
ويحدودبَ العمرُ بين السُّطور
هنيئًا لمـن باع ثمَّ اشترى
هنيئًا لهُ حاز ربح البيوع
وساوي الثُّريا بسعر الثَّرى
يقولون في العيد هل من جديد؟!
وهل من جديدٍ سوى مانرى؟
على محمل الجدِّ يُبدون فيه
صفاءَ النّـوايا وطيب القِري
لهُ عادةٌ من قديم العصور
يجيء مع الضَّوء أو في الكرى
يزور العبادَ كضيفٍ لطيف
وحينًا يباغتهم بالسُّرى
ويمضون في دربهم تائهين
على ضوء نجمٍ بدا أصفرا
يقولون هذي هِبات الرّبيع
فأيّ ربيعٍ يذيب العُرى؟
هناك الجفاف غدا جاثمًا
وأثخن في غيّهِ وافترى
وهذا الشُّحوب الذي في الوجوه
على أي شئٍ جرى واعترى؟
وهذي المقابر ما شأنها
تزيد وتربو فتخلو القُرى؟
وذاك الشُّعاع الذي في البيوت
إلى أين أفضى وماذا طرى؟
وتلك البهارج هل غادرت
وسارَ بها الدَّهرُ مُستهترا؟
فياعجبًا كيف هذا الزَّمان
تسلَّى بنا باعنا واشترى !!
أينزو الغراب على ناقةٍ
وتغتصبُ النَّعجةُ (الجؤذرا)؟!!
ويجني على الليل روَّادهُ
وتختصمُ الزَّهرةٌ المُشترى!!
ويشقى اللبيب بلا حُجةٍ
ويوقظهُ هَمُّهُ مُسْفِرا !!!
فيا أيها العيد هل من جديد
يعيد المسرَّات بين الورى؟؟
ففي كل عام تزيدُ الشُّجون
وترنو إلينا المُنى زُجَّرا
إذا جئت كُنَّا بك الحالمين
خطوت بنا خطوةً (للورا)!!
ترى الناس تعتنق الأمنيات
وتنتظر القادمَ الأنضرا
يراودهم ألفُ حلمٍ وحلمٍ
ويطعنُهم جوعُهم سُمَّرا
فياعيد هيا نعيد الحلول
نسائل نيسان ماذا جرى؟
ونستنطق الدَّهرَ عن سَيرهِ
وعمَّا بدا ثم ما أضمرا
ونستنهض العُمر حتى يفيق
وننثر في كفِّهِ سُكَّرا
عبدالحميد العامري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق