فريـــــــــدة
أحاول , كم أحاول عنكِ بُعـدا
وأغلق باب قلبي عنكِ قصدا
وأسدل كلّ أســتاري حزينــــاً
أواري خيبتي , وأعيش سُهدا
هنا وحــدي , ويقتلني حنيني
أجادل خافقاً لم يرضَ صــدّا
أصارع شوق روحٍ مثل مـوجٍ
يميد بأضلعي جـــزْراً , ومــدّا
لماذا كلمــا حـــــاورتُ قلبي ؟
أخبّئ دمعـــة المهزوم عمـــدا
أقول : أنــا بخيـــرٍ يا صديقي
فيضحك , ثم يبكي , ثم يهـدا
ويتركني لأعبُــر بحـــر حزني
عسى أرتاح , أو أعطيـــــه ردّا
ظباء الفكر تســرح بيْ , وأبقى
أُناطر من وراء الصمت وعدا
كأني كلما أطفـــأتُ نــــــــاري
أعدتِ لها بطيفٍ هلّ وقْــــدا
فلا بعـــدٌ يداوي ليْ جراحي
ولا قُـربٌ , وقد أُنهكتُ وجْـــدا
إذا ما جئتِ فـــرّ القلب منّي
نسيتُ بأنّني أعطيتُ عهــــدا
وأســـلو في دُنى عينيكِ أنّي
حلفتُ بأن أُطيل عليك بُعدا
فما لي عدتُ كالمجنون أهذي ؟
ونحْلي راح يقطف منكِ شهدا
وبستاني تأنّق بعد جـــــدْبٍ
فقد أحييتِ مثـل المـاء وردا
على شفتيَّ أســــئلةٌ حيـارى
تراودني , فأفقد منكِ رُشْـــدا
متى؟ أو كيف ؟ أين سألتقيها ؟
كحُلمٍ صرتِ ,حين رضيتُ زُهدا
كأني ريشـــةٌ بمهبّ ريــــحٍ
متى نــار الغرام تصير بـردا ؟
كفاني أنني قد عشتُ حُلْمــاً
وأني لم أزلْ أهـــــواكِ جـدّا
فأنتِ فريدةٌ في روض روحي
ولا بين النساء وجدتُ نــــدّا
عبد الكريم سيفو _ سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق