أنا والشِّعرُ
أتــانــي الـشِّـعـرُ يـقـدحُـهُ الـبـريـقُ
غــرامُ الـحــرفِ يـعــرِفُـهُ الـعــريــقُ
فــأطـلـقـتُ الـعـنـانَ بـعَــرضِ بـحــرٍ
تــوفّــرهُ الـبـحــورُ و كــم يــلـيـقُ
و أنــسـجْـتُ الـمـعـانــي فـي قصيدٍ
رقــيـقٍ لا تــمـيّـزُهُ الـرقــيـقُ
لــبـحـرِ الــشّـعـرِ ربّــانٌ و مــيـنــا
كــمـا للــزهـرِ -نـعـلـمـهُ- الــرحـيـقُ
لـشـهـدِ الــشِّــعـرِ نــكـهـاتٌ و طــعـمٌ
يــسـودُ عـلــى الـمـلافِــظِ يا صديقُ
يــداوي كـــلَّ مـمــهـورٍ بــشـوقٍ
و يـشـفـي الـروحَ يـحـلو فـيــه ريقُ
و يــرسـمُ حسْـنَ مـنْ مـرّتْ و مالتْ
يــلــوّنُ زهــرَهـا حــرفٌ أنـيــقُ
و يـلـبـسُـهـا فـتـونــاً فــي حــيـاءٍ
عـلــى الـمـقـيـاس أنـثــاهُ طــبـوقُ
و يـفـضـي ســرَّ مـشـتـاقٍ حـزيــنٍ
و يــشـعـلُ حــرقـةَ الــبـاكـي حريقُ
و يـكــشف عــن صـدورٍ مــع نفوسٍ
بـهـا الـهـمُّ الـثـقـيـلُ بـهــا يــضـيـقُ
لـبــحــر الــشِّـعـر أمــواجٌ طــوالٌ
تــنــادي كـلّـمــا أعــلـو... غــريـقُ
إذا مــا الـشّـعـرُ تـسـمـعُــهُ قـلــوبٌ
تــعـانـي الـظـلـمَ و الـظـلـم سـحيقُ
تـهـيـجُ حـمـاسـةً تـبـلــي و تـبـلــي
لـنـصــر الـحـقِّ قــد بــانَ الـطـريــقُ
إذا مــا الـشِّـعـرُ يـسـبـكُ لـلـمـعـاني
فــخـاراً فــيـهِ تـنـهـمـرُ الــبـروقُ
نـعـبّــرُ فـيـه عــن خــلٍّ فـقـيـدٍ
و نــروي كـيــف طـلـعـتُـهُ شــروقُ
يــسـوقُ الــشـعـرُ أريــامَ الـمـعـانــي
و غــزلانَ الــحــروفِ كــذا يــســوقُ
و إنّـا مِــن بــنـي الأعـــرابِ فــخــراً
يــعـطّـر شـعــرَنــا الــدَّمُّ الـعـقـيــقُ
ســلامٌ مــن ربــوع الـشــام يـمـضي
لــكــلّ أصــيـلـةٍ حـتـمـاً يــروقُ
ســلامٌ مــن دمـشـقَ لـكــلّ أخٍّ
أصــيـلٍ بــالـعـروبـة لــي شـقـيـقُ
#أبو_علي_باسم_السليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق