خيرُ الورى"""""""""
نُورٌ تَلَألأَ في السَّمَاءِ وَأَمْطَرَا
وَجَرَتْ يَنَابِيْعُ البَشَائِرِ أَنْهُرَا
اسْتَنْشَقَتْ رِئةُ البِلَادِ مَعِيْنَهُ
وَتَحَدَّرَ الشَلَّالُ مَاءً كَوثَرَا
فَيْضٌ مِنَ الرَّحْمَنِ أَكْرَمَنَا بهِ
أَضْحَى لنَا النُّورَ المُبِيْنَ ومُنْذِرَا
وَتَلَبَّدَتْ أَفْكَارُنَا بِضِيَائِه
والصَّوْتُ جَلجَلَ في الصُّدُورِ وزَمْجَرَا
مَاكَانَ رَعْدٌ حِيْنَ أَوْمَضَ بَرْقُهُ
بَلْ كَانَ نُورٌ في القُلُوبِ تَفَجَّرَا
ويَلُوحُ وَجْهٌ ثَاقِبٌ فَكَأنَّهُ
تَاجٌ تُرَصِّعُهُ الجَوَاهِرُ نَيِّرَا
لَا عَيْبَ فيْهِ كَامِلٌ في وَصْفِه
سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ الجَمَالَ وَصَوَّرَا
اسْتَنْوَرَ البَيْتُ الحَرَامُ بِوَجْهِهِ
وَتَنَفَّسَتْ بَطْحَاءُ مَكَّةَ عَنْبَرَا
خَفَقَتْ لمَقْدَمِهِ القُلوبُ وهَلَّلَتْ
واسْتَبْشَرَتْ كُلُّ المَدَائِنِ وَالقُرَى
مِنْ حُسْنِ صُورَتهِ المَديْنةُ أَنْوَرَتْ
والنَّخلُ ذُو الأكْمَامِ حَنَّ وَأَثْمَرَا
مَا قَطُّ عَيْنٌ مِثْلَ أحْمَدَ قَدْ رَأَتْ
كَلَّا وَلَا شَبَهٌ لَهُ تَحْتَ الثَّرَى
مِصْبَاحُ نُورٍ يُسْتضَاءُ برُشْدِهِ
يَهدِي بِسُنَّتِهِ وَيَمْحُو المُنْكَرَا
رِيْحُِ الخُزَامَى إنْ تَنَفَّسَ عَرْفُهُ
وَحَدِيْثْهُ الصِّدْقُ الَّذِي لَا يُفْتَرَى
فَهْوَ الَّذِي بَلَغَ السَّمَاوَاتِ العُلَى
وَرَأَى مِنَ الأيَاتِ رَفًا أَخْضَرَا
وَهْوالذَّي في نُورِهِ مَلأَ الدُّنَا
بجَزَالَةٍ في كُلِّ عِلمٍ بُصِّرَا
مَاضَلَّ في عِلمِ الكِتَابِ ومَاغَوَى
لرِسَالةِ الرّحمَنِ كانَ الأجْدَرَا
سُلطَانُهُ لِمَنِ ارْتَقَاهُ سُلَّمٌ
أَضْحَى إلى الجَنَّاتِ جِسْرًا مِعْبَرَا
هَدَمَ الجَهَالَةَ وَاسْتَبَاحَ دِمَاءَهَا
وَأَسِيْرُ عَقْلٍ زَانَهُ فَتَحَرَّرَا
الذِّئْبُ أَقْعَى تَحْتَهُ مُتَذَلِّلًا
وَالوَحْشُ إذْ مَا قَدْ رَأَهُ أَدْبَرَا
وَتَمَزَّقَ الظُّلمُ الجَسِيْمُ شَرَاذِمًا
بقِنَاعِهِ وَلَّى دَمِيْمًا أَبْتَرَا
وَتَكَبَّل اللِّيْلُ البَهِيْمُ وَشَرُّهُ
وَتَنَفَّسَ الصُّبْحُ المُنِيْرُ وَأَسْفَرَا
وكَسَا الزَّمَانَ نفَائِسًا مَبْثُوثَةً
بِشُعَاعِ نُورِ اللهِ دِيْنًا سَطَّرَا
ولِكُلِّ عَبْدٌ يَدُّهُ مَمْدُودَةٌ
لَو مَسّهَا الأَعْمَى لأَصْبَحَ مُبْصِرَا
لَانَتْ لَهُ الأكْبْادُ طَوْعًا سَلَّمَتْ
اللهُ أَعْلَى قَدْرَهُ كَي يذْكَرَا
إِنَّا اقْتَبَسْنَا جَذْوَةً مِنْ هَدْيِهِ
فِيْهَا اسْتَنَارَ طَرِيْقُنَا وَاسْتَجْمَرَا
لَا يُنْكِرُ مَاجَاءَنَا مِنْ أَحْمَدٍ
إلَّا الَّذِي فَقَدَ البَصِيْرَةَ لَا يَرَى
القَلْبُ يَخْفُقُ إنْ ذَكَرْتُ مُحَمَّدًا
أَحْبَبْتُهُ حُبًّا نَقِيًّا مُسْعَرَا
مَاقُلتُ شِعْرًا غَيْرَ أَنَّ فضَائِلاً
أَمْلتْ عَلَى قَلَمِي فصَارَ الأَشْعَرَا
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَانَورَ الهُدَى
يَاسَيِّدَ الثَّقَليْنِ يَاخَيْرَ الوَرَى
أبو مروان السعيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق