* محكمةُ الحبِّ *
تعسّرَ هذا الحبُّ عن فهمِه فهمي
فكوّمَ أوصالي من الّلحم في الّلحمِ
فراحَ يخاتلُني على القربِ والنُّؤى
يجول بقلبي في الثُريّا وفي النجمِ
ليرسلَ ومضاتٍ فتَخطفُ أعيُني
مللتُ من الومضاتِ لا منتهى الّلكمِ
صبرتُ لأجلِ الحبِّ كي نرتوي معًا
فزادَ على جرحي المواجعَ في الكلمِ
يزورُ شراييني ويُمسكُ نبضَهُ
بعلمٍ يحاكيني ومنه بلا علمي
فذقتُ تلابيبَ الهواةِ وترحَهم
فذاك طعامٌ قد يَشقُّ على الهضمِ
سقطتُّ بجوفِ الحبِّ بئرٍ عميقةٍ
متى ألقها ألقَ الجراحَ على اللثمِ
رويدك امهلني فقالت: بجعبتي
قصاصاتُ أخلاقٍ تَهشُ عن الإثمِ
فقلتُ: وهذا الشرعُ أوكَلَكُم بنا
فأوصاكُمُ رفقًا بالشغافِ وباليتمِ
وقلتُ: أفيقي أوقفي آلانَ نُصحَكِ
فإنَّ فؤادي قد تداعى إلى الهدمِ
فإنَّ سُلافَ الحبِّ لا مسكرٌ به
ولا رافعٌ بعضَ الرعافِ من السمِّ
ولا جاعلٌ ليلَ المحبِّ كصبحِهِ
ولكنَّهُ يُلقي الصباحَ على الفحمِ
تفارقُ تلك الروحُ من غيرِ رجعةٍ
فجسمٌ بلا روحٍ وروحٌ بلا جسمِ
وليس بممدوحٍ بمن ظلَّ تائهًا
سيلقى إذا غبَّ الكثيرَ من الذمِّ
ويسمعُ اصواتًا ويَحسبُ صورةً
فأيُّ محبٍّ لايعيشُ على الوهمِ
ولم يبقَ من قلبٍ ولكنَّ اسمَهُ
يصيرُ خيالًا كالقليلِ من الرسمِ
فقلتُ: وقالت: ثم قالت كلامَها:
أحنُّ إلى شعرٍ والكثيرِ من النظمِ
فقلتُ: يجيء النظم والنثر والهوى
ولكنّني احتاجُ شيئًا من الدعمِ
ستلقينَني حسانَ أو قيسَ من لمى
فأنتِ لماتي في القصيدِ وفي النغمِ
إليك رفعتُ الحبَّ أوراقُهُ هنا
فأنتِ شُريحٌ في القضاءِ وفي الحُكمِ
فهل تقبلين الجورَ في مُحكمِ الهوى
فإنّي وقعتُ اليومَ في منتهى الظلمِ
فقالت: ودادُ المرءِ بالحبِّ والهوى
وليسَ ودادُ المرءِ باللغوِ والكمِّ
لساني بقلبي إذ يثرثرُ دائمًا
ففي القلبِ اعطي من عيوني ومن فمّي
فقالت: ودادُ المرءِ بالّلين في الجوى
فأيُّ ودادٍ لايقومُ على سلمِ
فقلتُ: وهذا الطبعُ مازالَ رابضًا
إذا غبتِ استهوي البكاءَ مع اللطمِ
فقالت: فإنَّ الحبَّ من قلبِ فارسٍ
جميلٌ فأجمل بالودادِ من الشهمِ
فقلت: فإنَّ الحبَّ في زمنِ الّلظى
يُجنُّ قلوبًا أو يؤدِّي إلى اللؤمِ
فقالت: كذاك الحبُّ لا بدَّ طائفٌ
يجولُ ويسعى كالجميلِ من الحلمِ
فقلت : فهذا الحبُّ كالبحرِ مزبدٌ
سيبقى رصينًا كالطِوالِ من الشُمِ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري- العراق _ الأربعاء / ٩/ ٦ / ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق