رثائي لمعلمنا الحبيب عارف عاصي
"يا طيب الذكر"
ياطيب الذكر كم هجّ الأسى كدري
فاليوم ثارت قوافي النوح في وتري
ها قد نأيت وصرت الاَن في كنف
أرثيك أم اسكب الدمْعات كالمطر؟؟
شربتَ من أكؤس الأدواء مبتهجا
مثل الفراش اذا يحنو على الشرر
في رحلة الوهم سرّجتَ الرضا فرسا
وما شكوتَ المنى والعمر في سفر
الروح تاقت لدار الخلد تسكنها
والطيب فاحت به العلياء بالسحر
في رحلة الوهم لا رغد ولا سكن
مثل الرحى يحسن الترحال بالضجر
يا "حور" شقّي الوشاح اليوم وانتحبي
ياقرة العين نادى البين بالذِّكَر
ضمي الحنايا التي كانت تؤانسه
كم كان يخشى لها من لمسة الضرر
يا عارف الشعر ان الشعر منحسر
والحرف مني كسير زلّ في الحدر
كم كنتَ للحرف ترياقا ترممه
يا وحشة الشعر اذ يغدو بلا بصر
مثل الجبال ستحيا بيننا أبدا
مثل السواقي على الأغصان والشجر
كالصبح بالبِشر تبقى في مرابعنا
كالغيث تهدي حقولا أعذب الثمر
يادفقة من معين أنت تسكبها
إنا على العهد نرعى منهل الأثر
سنرشف الشهد أكوابا منمقة
من روضك الغض بالأشعار والصور
فنم قرير العيون الان عارفنا
يأويك ربي من الترحال في الكدر
(حور:صغيرة شيخنا)
خديجة البعناني
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق