الأحد، 6 يونيو 2021

تأمل...... بقلم الشاعر..فواز عبد الرحمن البشير


 تأمل...... 


لعلّكَ لم تبصرِ المنحدرْ

فسرتِ إليهِ بغيرِ الحذر


وجئتَ بلا سببٍ صادقٍ

ولم تلتفت لوجودِ الخطر


دروبُكَ لا تعرفُ المستحيلَ

وقلبُكَ قد صغتَهُ من حجر


وصبحُكَ خلفَ السديمِ يلوحُ

كنورٍ تدلّى وراءَ الشجر


تأمل ترَ الشمسَ قد أشرقت

وراحت تلاطفُ وجهَ القمر


وصوتُ العصافيرِ يبدعُ لحناً 

ويسرقُ منك عناءَ السفر 


ووردُكَ يفتحُ أبوابَه َ

ويرفعُ عنكَ العنى  والكدر 


فمالكَ أزمعتَ عنا الرحيل 

ولم تترقّب سقوطَ المطر؟


وكيفَ ركبتَ البحارَ جسوراً 

ولم تتبين عظيمَ الضرر ؟


وكيف سقطتَ ولم تتعظ 

وهانَ عليكَ الأذى والوزر؟


أما كانَ في الموتِ من رادعٍ 

لصبٍّ بكلِّ طريقٍ عثر 


وماذا جنى المرءُ من زلةٍ 

وماذا تحصّل من قد حفر 


يداكَ تقولانَ ماذا جنيتُ 

وكيف فعلتُ وماذا الخبر؟ 


وقلبكَ يخفقُ في رعدةٍ 

كموجٍ تبدّى وبحرٍ هدر 


فخلفكَ ألفُ سؤالٍ يُلحُّ 

وخلفكَ ما قد يسوءُ النظر 


فأينَ الهروبُ إذا داهمتكَ 

الظروفُ بشرٍّ وأينَ المفر؟ 


وكيف التواري عن النائباتِ

وبعضُ النوائبِ عينُ  القدر؟ 


أما كنتَ تعلمُ أنَْ الطريقَ 

طويلٌ عسيرٌ قليلُ الثمر؟ 


فكيف سلكتَ دروبَ الأنام ِ

وضيعتَ قلبكَ بين الفكر؟ 


تمهل فإن الحقيقةَ سعيٌ 

وإنَّ التأملَ يجلو البصر 


وساعةُ صفو تغيّرُ معنى 

الحياةِ وتُبدي جمالَ الصور 


وخيرُ مكانٍ ستمكثُ فيه 

مكانٌ نأى عن جميعِ البشر  


مكانٌ تُنقّي الخواطرَ فيهِ 

ويحجبُ عنكَ سقيمَ الفكر


وتقرأُ فيه كتاباً جليلاً 

ليتركَ فيكَ عظيمَ الأثر 


وتسمعُ فيه خطاباً ندياً 

وتأخذُ من دفتيهِ العبر 


وتُخرِجُ منه اللطائفَ تترى

وتأتي إليكَ اللقى والدرر


وتصبحُ قلباً رأى النورَ حيا 

فمزّقَ أثوابَهُ وانفطر


وألقى بنورِ الحقيقةِ نفساً 

وذابَ غراماً بها وانصهر 


هناكَ ستبصرُ روحَ المعاني

إذا لاحَ بارقهُ وازدهر 


هناكَ ستغدو كروحٍ تسامت 

وطيفٍ تخطّى رقابَ البشر 


د فواز عبدالرحمن البشير 

سوريا 

٦-٦-٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق