الأربعاء، 9 يونيو 2021

وطني الكبير ) بقلم الشاعر..خالد الشرافي


 ( وطني الكبير )


قلبي    يُشَرِّقُ     بالهوى    ويُغرِّبُ

نصفيْ هـنـا يـمـنٌ ونصفيَ مغـربُ


نصفي يُحلقُ في الجزيرةِ عـاشقًـا

يشدو بحـبِّ الـقـبلـتين  ويـطـربُ


يـتنـسّكُ الـحـرفُ المضمخُ بالهوى

بـرحـابِ مــكـةَ عـشـقُـهُ والـمـأربُ


وتطوفُ سـبعًـا بالقوافي  مهجتي

في الـكـعـبـةِ الـغـرا تَـرِقُّ وتَـعْـذُبُ


من روضةِ المختارِ يستافُ الشذى

شعري ومن عـبـقِ الـثـرى يتطيَّـبُ


وعلى روابي الشامِ يـعـزفُ لـحـنَـهُ

فيطيعهُ العاصي ويـحـلـو المشربُ


أسـتـرجـعُ الـذكـرى وأمـجـادَ الألى

فـي الــرافــديـن لـعــودةٍ أتــرقّــبُ


تهمي من الخجلِ الحروفُ إذا رأت

في قـدسنـا تلهو  الـغـزاةُ وتـلـعـبُ


يا قدسُ يا وجعًا يرابطُ في الحشا

يسطو على فـرحِ القلوبِ ويـنـهــبُ


        *******************

يا نصفِيَ المكلوم في بـلـدِ الـمـغـا

ربِ نصفِيَ الـثـاني هـنـاك يُـعـذبُ 


يشتاقُ تونـسَ والـجـزائــرَ خـافـقٌ

دنـفٌ على عـُمُـدِ الـتـمـزقِ يُـصلـبُ


أضحت طرابلسُ الجريحـةُ عَـبـرةً

حـرّى على خـدّ القـصـائـدِ تُـسكبُ


في الـنيلِ روضـاتُ البيانِ وأيـكـهِ

ومـعـينُ قـافيتي الذي لا يـنـضـبُ


يـا قلبيَ المضنى رويـدكَ فـالجوى

بـين الـضـلـوع لـظًى ونـارٌ تـلـهـبُ


مـن ذاقَ وجـدًا قـلـبُـهُ أمـسى بـلا

روحٍ سوى رمـقٍ يـجـيءُ ويـذهـبُ


أوَ مـا تـراني في السعيـدةِ بـائـسًا

أرثـي فـؤادي بـالـقـصيدِ وأنـــدبُ


أهـبُ الـثـرى أزكى دمٍ وأنـا قـتـيـ

ــلٌ قــاتــلٌ وأنـــا بــريءُ مــذنــبُ


روحي بكفّ الريحِ تجهلُ وجـهتي

وشـتـاتُـنـا مـن بــعـضــهِ يَـتـهـرَّبُ


وفـمُ الـبـنـادقِ في الـبلادِ مسيطرٌ

يـردي قـلوبَ العاشقينَ ويُـعـطِـبُ


تـتـسـاقـطُ الأحـلامُ قـبـل أوانـهـا

وربـيـعُـنـا فـي كـلِّ عــامٍ مُـجـدبُ

       

      *******************


أضحى الفضا المفتوحُ رمزَ تـقـدمٍ

يـدنـي الـبـعـيـدَ بـلـمـسـةٍ ويُـقـرّبُ


وفـضـاؤنـا دونَ الـسـعـادةِ مـغـلـقٌ

صـفـحـاتُـهُ بــدمــائـنــا تـتـخـضـبُ


أنـا يـا مـراكـشُ بـالـعـروبـةِ مـغـرمٌ

بـلـقـيـسُ لـي أمٌّ  وجــدي يــعــربُ


(سايِسْ وبيكو) سوف تمحو وهمَها

روحٌ تـتـوقُ إلـى الـعـنـاقِ وتــرغـبُ


بــغــرامِــهِ الأزلـيِّ بَــوحُ قـصـائـدي

يُحيي الأمانيَ في النُّفوسِ ويُنجبُ


لا يقتلُ الـيـأسُ الـمـعـتـقُ بـالأسى

وظــلامُـــهُ آمــــالَــنــا أو يـحـجـبُ


وطني الكبير هـواكَ بين جـوانحي

أزكى من المسكِ السحيقِ وأطـيبُ


خالد الشرافي - اليمن -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق