مِنْ وَحْي العِمَادَة***********
كنتُ مديراً لإدارة التَّدريب
برئاسة وزارة التربية بالخرطوم
ثمَّ أصبحتُ في العام 1990 عميداً ..
لمعهد تدريب معلمي المرحلة الوسطى
بأم درمان . فكتبت هذه القصيدة .
----------
عَـميدُ القلبِ صار عَـميدَ قَـومٍ
يُـدَرِّبُهـمْ عـلى إِعْـدادِ دَرسِ
ويَـأْمُـرُ فيهمُ حِـيـنَـاً ويَـنـهـى
وهَـل يَـقْـوَى وكان رَقيـقَ حِـسِّ
وكان الصَّمتُ يُعْـجـبُهُ كثـيراً
ولا يُبْدي الحـديثَ بغير هَـمْسِ
وكان مُـحَـرَّرَاً من كلِّ قَـيــدٍ
فَكيف تُرى على الأغْلال يُمْسي
فَيَا مَنْ عَـمَّـدوا بِـشْـراً حَـنـانـاً
لـقـد عًـمَّـدتُـمـوهُ بـغير تُــرْسِ
يُواجِـهُ في المشاكلِ كلَّ يَـومٍ
ويَـقسو والمشاكلُ كمْ تُـقَـسِّـي
فَـمَـالي والـمَجاري طافِـحَـاتٍ
ومـالي إنْ تَـصَدَّعَ ألْـفُ كُرسـي
ومَـالي والـمَكَانسِ أشْـتَـريـهـا
وقد تَمضي الحـياة بغـيرِ كَنْـسِ
ومَـالي والخَـفــيرُ أتَـى يُـنادي
لقد سَـرقوا المخازنَ يا لَـبُـؤْسـي .
خُـذوا عَـنِّي العِمَادةَ لا تُـساوي
إذا قَـوَّمْـتـها مِـعْـشارَ فَـلْـسِ
أخَـاف إذا بَـقــيـتُ بها طَـويـلاً
أُصَـابُ من الجُنونِ بِبِعْضِ مَـسِّ
وأخْشى أن يَضيعَ الـشِّعْـرُ مِـنِّي
كما لَـيْـلَـى من المَجْـنـونِ قَـيْسِ
وأنْـسَى أنَّ بالأَحْــداقِ سِـحْـراً
يَـذوبُ مُـعَطِّـراً قَلمي وطِـرسـي
إذا قيلَ الـعَـميدُ أَجـابَ قـلـبي
أنا وَحْــدِي الـعميدُ وغاظَ نَفسي
وذاكَ لأَنَّـهُ يُـلْـغِي وُجـُــودي
ويُـدْخِـلُ بعضهم في كلِّ لَـبْـسِ
أَجَـلْ هَـذا حَـديـث الـنَّفـسِ لكِن
سَـأَصمُـدُ للخُطُـوب بكُلِّ بَـأْس
وسوف يكونُ ماضي العَزمِ سَيفي
وبالـتَّصميم أصنعُ نَــبْــلَ قـوسي
وحـينَ أَعُــودُ للتَّدريسِ أبْــــدِي
كُـنُــوزاً للأوائِــلِ ذاتَ جَـــرْسِ
أُحَـلِّلُـها فَـتَـبْـتَهِجُ الــقَــوافـي
ويَـسْطَعُ من جَـديدٍ ضَوْءُ شَمْسي .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ،( أشتاتٌ مجتمعات )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق