شعر محمد عليوي فياض المحمدي
ألا غادري دار السلام لتسلمي
الا غادري دار السلام لتسلم
ولاتامني من يثرد الخبز بالدمِ
ولا تأملي عيشاً رغيداً بموطنٍ
عتت فيهِ كالاعصار نزوة علقمي
يدكُ الردى المجنون كُلَ سقوفهُ
وجمرُ المنايا كالصواعقِ يرتمي
ونحن ضحايا نارهُ ووقودها
فاين؟ وفي من نستجيرُ ونحتمي؟!!
كأن يدً الاقدارِ قد وكّلت بنا
غلاظٌا شدادا من عتاةِ جهنمِ
تفاجئنا بالهولِ نختضُ تحتهُ
لترويضِ شعبٍ رافضٍ بطشَ مجرمِ
فلا تكبحي عزمي اذا رفً شاربي
وطار صوابُ القارعاتِ بمقدمِي
وضجً صهيلُ السابقاتِ وحمحمت
وخاضت غمارَ اللاهبِ المتضرمِ
وإن ردني بأس الطغاة فزغردي
وسبي الذي لا يستجيبُ وشتمي
وإن ابرقت في قبضتي وتلعثمت
لهولِ رعودي وأستوت فتبسمي
أنا منذُ لاح الفجرُ يقدحُ معولي
وتنشرُ نورَ اللهِ في الكونِ انجمِي
دموعي سقت بذرَ الحياة فأمرعت
على نزفِ شرياني وموجُ تقحمي
ومدت على طول الفراتِ اناملي
رماحاً بها يروى غليلُ تظلمي
فلا تعذلي مثلي اذا الارضُ اقفرت
من الجودِ وأحتاجَ الضعافُ لمكرمِ
وغني عتابا عند مصرعِ باسلٍ
وان تبصري كلباً على صدرِ ضيغمِ
وقولي لمن يرخي العنان تردداً
ا ما تستحي من ادمعي وتظلّمي ؟
وقولي لمن يرض الخنوعَ مخافةً
تجرع معاناة الذليلِ المحجّمِ
وسلّم لهم رمزَ الكرامةِ صاغراً
وقد اوكلوا ستر العفافِ بأ رقمِ
او اغضب وكن مثلَ الرجال لترتقي
لأعلى مقاماتِ الخلودِ بسلّمِ
لانكَ من ارضٍ يموتُ نخيلُها
بعزٍ لهُ النفسُ الشريفةُ تنتمي
وطبعُ المنايا لا تؤجلُ وقعها
ولا تحسبنّ الموتَ يأتي بموسمِ
فقد محقَ الطغيانُ كُلَ حواضري
ومالت بيّ الّدنيا وجاشَ تأزمي
فلا بدَ لي من صولةٍ تحتَ وقعها
يرى ما ارى بين السنابك من عمي
وتقرع أسماعُ الأصمِ طُبولها
وتدوي رعودي بالوطيسِ اذا حمي
لأغسلَ وجهَ الارضِ من نزفِ خافقي
وادمعِ افراحي واعلي ترنّمي
وعودي أذا قامت قيامةُ ثورتي
وان نا بني ظرفٌ فرؤياكِ بلسمي
أذا طهّرت ارضي وطابَ نسيمها
فطوفي على شجعانها وترحّمي
ورشّي بهبّاتِ النسيمِ معاطراً
وصّلي على خيرِ الّانام وسلّمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق