وأمّا مَنْ أتتْ بِمِدادِ مَوْجٍ..فإنَّ قَصيدتي فاضَتْ بُحُورا
..
أضُمُّ قَوامَها وأكونُ قَيْساً..
وكلُّ شَواطئي تأتي شُعُورا
..
أنا والعِشْقُ تجْمعُنا صِفاتٌ..
كما الأغصانُ تلتحِفُ الجُذورا
..
متى كانَ الهَيامُ جَعَلتُ قلبي..
أثيراً مهْدُهُ يبٰني قُصُورا
..
وأرْسُمُ طَيْفَها وأصُوغُ لَحْناً..
وأمْلأُ كأسَ قافيَتي سُرُورا
..
إذا ابتَعَدَتْ ألمْلمُها غَراماً..
وَجِسٰرُ الشَّوٰقِ أقْطَعُهُ عُبُورا
..
رَسُولُ العِشْقِ تَشْهدُني دُرُوبٌ..
ولمْ أعرفْ لمُلهمَتي قُصُورا
..
فقدْ أبْحَرْتُ في كلِّ المعاني..
ومنّي خافقي هَجَرَ الفُتورا
..
نسيمُ البَحٰرِ يعٰصرُني بكأٰسٍ..
ويزرعُ لحْنَ أغنيتي زُهُورا
..
لأُسْكِرَ كُلَّ مَنٰ قرأتٰ حُروفي..
وَتنْشدَ مِنْ بلاغتِها بُدُورا
..
وَتَكتبَ أنَّها شَرِبَتْ حُروفي..
هُنا كانتٰ وقدْ سَكَبَتٰ حُضورا
..
هُنا وَقَفَتْ ظَريفُ الطُّولِ قالَتْ..
بِحِبٰرِ الشَّوقِ أرْسُمُهُ مُرُورا
..
أحُجُّ لقلبِها وأطوفُ سَبْعاً..
وَهذي غايَتي لا لنْ تَبُورا
..
وإنْ قَصّرْتُ في سَعْيٍ وجُهْدٍ..
رأيْتُ العِشْقَ مِنْ ليلى غُفُورا
--------------------------------------
للشاعر موسى أبو غليون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق