مرسال الغراموجعٌ يقول وخافقٌ يُغتال
ولسان حالي أدمع تنهال
وشدوت من لحن يطارح أحرفي
والحرف إن عزّ اللقا مرسال
والحرف ذا أمسى بليلي نوتة
غناه دمعي فانتشى الموال
وسرحت في ملكوت ربي عاشقا
والصمت في كنف الجلال جلال
قد سدّ كل الناس أبواب الرجا
أبواب فضلك ما لها أقفال
أخفي تباريح الهوى في مهجتي
وبخافقي من رجفه زلزال
كالسيف يخشاه الجبان بغمده
واذا تجلى عانقته رجال
ماذا يريد البحر من أمواجه
تاه السّفين وأُغرقت أحمال
يا بحر رحب أنت ما لي قدرة
ابداً فقد عصفت بي الأهوال
هل يرتوي من ماء عشقك خافقي
إنّ ارتوائي من سواك محال
(يا بحر ما كل الكلام يقال)
ان قلت شعرا تشتريه رجال
وقفت على كل البحور مشاعري
ومشاعري فوق النوى تختال
ورسمت حرفي فوق شطك عنوة
وأتى ليمحو أحرفي دجال
رفع البيان بأهله نحو العلا
إن الذي رفع الأذان بلال
لا الشعر يجدي حين تقتلنا العدا
لن تستجيب لبوحنا الأجيال
لكنه يا بحر أضعف مسلك
من بعد أن هجر الوطيس قتال
سيروا على درب النبي وصحبه
ذلّت لأقدام الرجال جبال
للصمت جرْس كم يفوح بلاغة
" إن الحروف تموت حين تقال "
...
محمد فؤاد الخالدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق