ابتهالات في معبد الحنين.
أقلّب وجهي كما الأنبياء
لعلّي أراكِ ..
أرى قبلتي في السماء
ألاحق من لهفتي قزعات المساء
تضن علي دلالا
و لا تستجيب بماء ..
تعاكسني كاعبا من سناء
و تهرب مني
إلى الأنجم المزهرات اتّقاء
أسائل عنك المداشر و المدن النائيات
و أرجع اجترّ خيبة قلبي
الملم بعض بقايا الرّجاء
ألوك الرّتابة في ردهات الشّقاء
ألاحق من لوعتي اللّمم العابرات
أفتش بين الوجوه التي شوّهتها المساحيق
عن هالة من ضياءْ
عن امرأة تتجلّى كليلة قدر
تسامت على ألف ألف من الفاتنات انتقاءْ
فكانت بذلك كوني الموشّى جمالا
و كانت بذاك اختزالا لكلّ النّساءْ ..
.. لنوبات صرعي أيا امرأة من سناءْ
طقوس تضاهي طقوس الطّيور
إذا جاءها موسم العشق
أذكى لواعجها رغبة واشتهاءْ
أغيبُ عن الوعي ..
أهدل بين الحمام
أغنّي لساحرة فوق غصن
تميل انتشاءْ
و في معبد الليل أنثر طيبا
على مجمرات اشتياقي
و اسكب عطرا تعتق في أعرق الزّهر
في ورق الكستناءْ ..
و أتلو تراتيل عشق لطيف يصيخ إليَّ
و في مقلتيه حنين
تصادره الكبرياءُ تمرد عن كبرياءْ
كعشقك عشقي دمشق
يحاصرني مغرما بالدّياجي
ينادمني راشفا أدمعي الهاتنات
يسامرني مغرما بأنيني
تطيب له النّغمات
يجدد رغم انكسارات قلبي عهود الولاء
و يهزأ مني
و من وجفات خنوع يصيّرني كالقواعد
دون إباءْ
أنا العربي ..
فكيف أكسّر سيفي
و أعتق أنقى جيادي
و أرضى بضيم تعتق
مذ غاب مرتحلا آخر الأتقياءْ
دمشق وريدي ..
و خفقة قلبي
دمشق كعينيك أحلى نجوعي
أهيم بها واثقا من وجودي
دمشق كعينيك أنتِ
فهل بدمشق أيا أنتِ يوما يكون اللقاء
فنسرج ليل الصّبابة..
نشرب عشقا ..
و نقطف شوقا..
و ننجب طفلا يجوب الفيافي شهابا
يصدّ عن الأرض كلّ الغزاةْ
يؤذّن في الجامع الأموي إماما
يصلّي بأتباعه العتماتْ
و يسري بهم يمتطي اللّيل سترا
يباغتُ فيه الأعادي
يسابق قبل القضاء القضاءْ
أحبك ألف أحب ..
و أرجع ـ بعد اغترابي ـ إليَّ
أفتش بين الحشا و الشغاف
فألفاك سيدة القلب جذلى ..
تدغدغ أوتار قلبي
تغني مواويل عشق
و تغضي إذا ما نظرت إليها حياء
نهيم معا مغرمين
نصلي النوافل في معبد من ضرام
نردّد ورد التّلوع كلّ مساءْ
و حين تهلّ النّجوم
و يرخي إله الظلام السّدوف على الكون
تخطفني هجعة بعد طول عياءْ
تنامين بين جفوني
و أغفو على أمل في اللقاء
.
محمد الفضيل جقاوة
في: 01/07/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق