* من وعكاءِ الصبا*
فيما مضى
وإلى هنا سجّيتُ
من زمنِ الحياةِ
طفولتي
فدفنتُها يعلو المشيبُ
عقيصتي
وجلستُ أسقيها
الدموعَ بوفرةِ الأحزانِ
في زمنِ الفتوّةِ
والشباب
شرِبَ المحيطُ مدامعي
وملأتُ بطنَ غمامةٍ
حبلى بكلِّ مدامعي الثكلى
ومساربي غرقت بواحاتِ
السراب
وعجنتُ من ذكرى
تلاعبُ تلكُمُ الأحلامَ
في بعضِ يقضاتي
فدهنتُ إقدامي
وحينَ توجُّهي نحوَ
القباب
أنا ما نطقتُ
هناك في زمنِ الصبا
فجعلت ما حولي
يميلُ إلى
الكلام
فسبحتُ عريانًا
بشطٍّ من مقاديرِ
السلام
فأطيرُ مثلَ فراشةٍ
حمراءَ تلثمُها زهورُ
البيلسان
أنا ذلك العصفورُ
في حقلِ الشعيرِ
يُكرِّزُ الحَبَّ الوفيرَ
بلا امتنان
أنا ذلكَ النهرُ الصغيرُ
يلاعبُ الماءَ الشقيَ
فتحتفي قطراتُهُ
بينَ الجوانبِ
كي تغوص
أنا ما عرفتُ تَهكمًا
من سارقٍ أو من
لصوص
أنا ذلكَ الصبحُ الخفيفُ
يعانقُ الشمسَ الثقيلةَ
في السماء
أنا نابعٌ مثلَ الربيعِ
فصلٌ توسّطَ بينَ سيماءِ
الشتاء
كلُّ الحروفِ تفرَّقت
فطفقتُ أجمُعُها بثلثِ
دفاتري، وأعيدُ بلورةَ
القصيد
فلقد ضحكتُ بمسمعي
وتركتُ تمتمةَ الشفاهِ
على النشيد
ولأن دفنتُ مشاعري
فجعلتُها كفنُا للفِّ طفولتي
والآن أدفنُها بعيد
سيجارتي بدأت تنير
كشمعةٍ ودخانُها خمرٌ أعاقرُهُ
من غيرِ كأسٍ أو نديم
رئتايَ أصبحتا
معاملَ تنتجُ القرميدَ
من أيدِ الحريم
أنا بينَ مشاتلِ
الماضي ساركضُ
مثلَ أرنبةٍ
زموع
أنا ما جمعتُ من الحياةِ
مثلما جُمعت دموع
وعلى الفراشِ يتقلّبُ
السهرانُ في جوفِ
الظلام
يطوي من الليلِ
الطويلِ لباسَهُ
فيجرُّه بحرُ القتام
في جُعبةِ السهرانِ
آلافُ الليالي والسقام
وهناك يغرقُ كلَّ يومٍ
في سهادٍ عابسٍ
ذاك النعاس
وكذلكَ الشيبُ المقيتُ
وحشٌ ليقتنصَ
الطفولةَ في الربيع
فتكوّمَ الأملُ الوحيدُ
لدى الصبا وهو في سنِّ
الرضيع
ألمٌ ليبلغُ مذودي
ويصولُ في الدنفِ
الوجيع
سجّيتُ من زمنِ الحياةِ
طفولتي
ودفنتُ بهجتَها
لأسقطَ في عويصاتِ
المشيب
أوَما سمعتَ بداخلي
قلقًا يُهدأُ وقعَهُ بعضُ
النحيب
أنا في الحياةِ خلا الطفولةِ
والصبا أعدو
غريب
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الإثنين/٣٠/ ٨/ ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق