بَرْدُ العُمر""""""""
غَدَتْ رِجلايَ أطْوَلَ من لِحافي
وبَردُ العُمرِ يغزو بي ضِفافي
صقيعٌ قد تغلغَلَ في عِظامي
وجوَّي باتَ يُنبئُ بِاختِلافِي
فَكرمي قد توغَّلَ فيهِ دُبٌّ
أحالِ نضيرَ غُصني لِلجفافِ
كأنّي صِرتُ مأزوماً وعزمي
تراجَعَ حيثُ تجفوني القَوافي
وبانَ اللّحنُ في ضادي مِراراً
وبَوحي قد تلكّأَ بالزُّحافِ
تبعترتِ المعاني مثلَ قَشٍّ
ذَرَتْهُ الرَّيحُ في عُرضِ الفيافي
وخالفَني الرّويُّ فكادَ ينأى
وقبلاً كانَ ينزِفُ كالرُّعافِ
تفرعَنَتِ السُّنونُ وضِقتُ ذَرعاً
وليسَ الضَّعفُ في كَهلٍ بِخافِ
مُنى الأيّامِ أنهكَها احتِضارٌ
وسارَعَ في ضراوتِها اعتِرافي
بِأفعالُ اليقينِ بدا صُدودٌ
توَلّتْ واستمالتْ لِانصِرافِ
فدالي أصبحتْ لِلشَّكِ تومي
وتسبِقُها لِما أرجوهُ قافي
توَسَّدتُ الحنينَ إلى قديمٍ
وما التَّحنانُ لِلذِّكرى بِكافِ
ذِئابٌ هاجَمتني ذاتَ ليلٍ
لِتأكُلَ ما تبقّى من خِرافي
إذا مالسَّيلُ داهَمَ أرضَ قَوْمٍ
تَبدَّدَ ما بَنَوْا بالإنجِرافِ
وأيمُ اللهِ لو أبقى سليماً
رَضيتُ ولو أعيشُ على الكَفافِ
زمانٌ ليسَ يُخفى فيهِ أمرٌ
وما شأنُ السِّمانِ كما العِجافِ
توقّى مَن تنعَّلَ حقلَ شَوكٍ
ووخزٌ منهُ يُدمي رِجلَ حافي
لَئِنْ تُجرَحْ بِأرضِكَ ذاكَ خيرٌ
منَ التِّرياقِ في شتّى المَنافي
فهَمّي أن أُلاقِيَ وجهَ ربّي
وقد مُلِئتْ بما يرضَى صِحافي
فَنعمَ المرءُ مُحتَرِفاً جميلاً
وسوءُ الفِعلِ بئسَ من احترافِ
حموده الجبور /الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق