°•°• في مَهَبِّ الريح °•°•
تعليقا على رأي الإمام الشافعي و القاضي الطرطوشي في السفر .
شعر : أحمد السيد
إذا خرجَ الإنسانُ من عُقرٍ دارِهِ
و أمسى غريباً في البلادِ يَهونُ
تخفّفَ من ثُقلِ الرَّزانةٍ في الحِمى
و ما قَرَّ في أيدي الرياحِ رزينُ
و إنّي رأيتُ الراسياتِ بأرضِها
جبالاً و إنْ تُنقَلْ فكيفَ تكونُ ؟
و مَن يغترِبْ كالشافعيِّ "1" مطالباً
بعلمٍ فرَبُّ العالمينَ يُعينُ
وقاضٍ بطرطوشَ 2 انبرى لمحمّدٍ 1
و أخطارَ أسفارِ الأنامِ يُبينُ
و إنّي بلا ريبٍ أقولُ مؤكّداً :
مكانَكَ فاثبُتْ فالغريبُ مَهينُ
ألا كُنْ أديباً يا غريبُ و دارِهمْ
بدارِهِمو و اذرِفْ فأنتَ حزينُ
أ تجمعُ أموالاً و تضحكُ ظاهراً
و في الصدرِ سِكِّينٌ لَظاهُ حنينُ؟
يقولونَ إنَّ الأرضَ صارتْ كقريةٍ
و إنَّ النظامَ العالميَّ ضَمينُ
لقد كذبوا مستكبرينَ تعصُّباً
يقولونَ خيراً و السلوكُ مَشينُ
يلوحونَ تزويراً وجوهَ حمائمٍ
على أنَّ كُلّاً بالحقوقِ قَمينُ
حقوقُ بني الإنسانِ تُعلَى ذريعةً
و من خلفِها فتكُ الوحوشِ فُنونُ
عموماً قلوبُ الناسِ خيرٌ و رحمةٌ
و حقدُ التّجافي في البُغاةِ دَفينُ
و كلُّ بلادٍ تستظلُّ بعدلِها
بنبضِكَ تَحمِي عِزَّها و تصونُ
هيَ الوطنُ المنشودُ إنَّ قلوبَنا
مُحالٌ لِمن يُسدي الجميلَ تخونُ
فكنْ حيثُ شاﺀَ اللهُ و اصبِرْ فإنّها
لَدُنيا و ما تُرضي الكريمَ خَؤونُ
حلب : 2021/9/12م
ه°•°•°•°•°•°•°•°•
1- قال الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله:
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلى
وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّيجُ هَمٍ، وَاِكتِسـابُ مَعيشَـةٍ،
وَعِلمٌ، وَآدابٌ، وَصُحبَةُ ماجِـدِ
فَإِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ وَغربَةٌ
وَقَطعُ فَيَافٍ وَاِرتِكابُ الشَدائِدِ
فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن حَياتِه
بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَحاسِدِ
2- و قال القاضي الطرطوشي رحمه الله في السفر مخالفا رأي الإمام الشافعي :
تخلّفْ عن الأسفار إن كنت طالبا
نجاةً، ففي الأسفار سبعُ عوائقِ
تنكّرُ إخوان، وفقد أحبة،
وتشتيت أموال، وخيفة سارقِ
وكثرة إيحاشٍ، وقلة مؤنس،
وأعظمها ياصاح سكنى الفنادقِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق