* بلا اسمٍ*
طَفِقَ البلى يحذو بطرفِ ردائي
متسربلٌ ثوبي وثَمَّ كسائي
خصمانِ قد وقفا بغيرِ تردُّدٍ
نابُ الزمانِ وخدعةُ اللأواءِ
متطايرٌ شررُ الحياةِ فلم أجد
إلا اللهيبَ يجدُّ في ايذائي
لأنالَ ما منحَ الزمانُ لأهلِهِ
لمّا رزقتُ ببختِهِ المتنائي
لمّا أكن إلا الخيالَ ورسمَهُ
هذا أنا قد كنتُ في سيمائي
فاساقطت لمّا رميتُ حجارتي
نتفٌ فما يُملى بهنَّ إنائي
سأسيرُ اصطحبُ الخطى وأجرُّها
وأقيلُ من دربي رفاتَ بنائي
وألملمُ الماضي الكسيرَ فعندَهُ
ذكرى سيصلحُها حلولُ شتائي
هوجاءُ- أعرفُها- رياحُ كهولتي
ستُبدّد الفوضى خزينَ وعائي
وتقوّضُ الصنعَ الطويلَ بلمحةٍ
وتفرُّ من قفصي جميعُ ظبائي
وكأنَّ مهراتي صهلنَ فلا أرى
إلا الحصانَ ورميتي وكبائي
من ذلكَ النبعِ البعيدِ سقيتُها
روحي ليورقَ من جديدِ بهائي
سأُكلِّمُ الطيفَ الحزينَ ونجمةً
وحمامة في لهجة خرساءِ
ألوانُها انصرمت وظلّ سوادُها
يقفو عليَّ بخرقةٍ سوداءِ
وعلى الرمادِ تدحرجت وتبخرت
ذكرى ليحرقَها لهيبُ بكائي
فرأيتُهُ متلاعبًا ضحكَ الأسى
مستهزئًا سخرَ الزمانُ بلائي
وطبيبتي تلكَ الأماني برهةً
مرضت فلا ألقى بهنَّ شفائي
متسلقٌ أملًا فكانَ صعودُهُ
كصعودِ عاليةٍ بحبلِ هواء
جسدي هناكَ على الصليبِ معلّقٌ
ليُدقَّ إسفينٌ على اشلائي
وأنا كآلافٍ تفرّقَ ذكرُهم
حتى غدوا نسيًا بلا اسماءِ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الأحد/ ٢٦/ ٩/ ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق