شعرمحمد عليوي فياض
عمران المحمدي
مناجاة
يامن بذكرك يرقى المرء ما يرقى
ومن يجاوز معيار التّقى يشقى
انزلت للنّاس منهاجا بمحكمه
طوق النجاة وحبل العروة الوثقى
ومن جعلت حياة النّاس مزرعة
يلقون عندك ممّا باشروا رزقا
فيها تمحّصهم حتّى اذا هلكوا
يرون ما وعدوا مستحضرا حقّا
بعثت منهم اليهم خيرهم قيما
ممّن تفانى بخلّاق الورى عشقا
انوار دعوة رب قد اراد لهم
يوم القيامة من اهوالها عتقا
فخالفوه با صرار وغطرسة
وعارضوا من ارادوا نصحهم حمقا
تكبّروا واستحبّوا ما سيحبطهم
حتّى استحقّوا على ما اسرفوا حرقا
سيسحبون الى درك اللظى زمرا
ويحشرون بها من سوئهم زرقا
صمّ وبكم وعمي لا مناص لهم
مخلّدا بشقاء من بها يلقى
ينال من شجر الزّقّوم تغذية
ومن صديد كريه طعمه يسقى
يا ويلنا ليتنا لم نلتفت ابدا
لمن غوانا من الفجّار والحمقى
ولا اتّبعنا خطى الشّيطان في سفه
ولا لبثنا بلذّات الدّنا غرقى
يا بؤسنا ليس يجدينا تصارخنا
فاز الضّعاف وسرّ العابد الانقى
ولا سبيل لننجو من تعاستنا
ولا مناص لمن في فعرها يلقى
مالي سواك وحاشا ان تضيّعني
فارحم بحالي اغثني قبل ان اشقى
اقل عثار قبيح الفعل ذو سرف
اتاك تصعقه اعماله صعقا
ثقل الكبائر والاسراف احبطه
بحسن ظنّ يريد العفو والعتقا
لم يحسن الحرث في دنياه من سرف
باك ويشهق مرعوب الخطى شهقا
وانت ارحم من امّ بما ولدت
وانت بالجود تبقى المفرد الارقى
وافى لبابك ممّا قد يحلّ به
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق