دعيني لأهرب
دعيني لأهربَ منكِ قليلاً
دعيني لأشردَ خلفَ الضبابْ....
دعيني لأركضَ خلفَ الغيومِ
فقد ملَّ قلبيَ هذا السراب....
دعيني أحلقْ معَ البدر طيراً
وأمخرْ معَ النجمِ صوبَ العباب....
أما ملّني الحقلُ والسنديانُ
أما ملّني نبتُهُ والتراب....
فحتامَ أسعى إلى الخبزِ عبداً
وحتامَ ألهثُ خلفَ الشراب....
وحتامَ يهجرني السعدُ حتى
كأنّي رَمِيّ القنا والحراب.....
أبيتُ مع الخلق ِلكنَّ قلبي
يحلقُ فوقَ الذرا والسحاب....
ونفسي تئنُّ من الموجعاتِ
وروحي تغني أغاني العتاب....
أحاولُ أن أتملّى بطيفٍ
فيزعجني منكِ صوتُ الغراب...
وأطلبُ لثمَ ورودِ السهول ِ
فيعجزني الهمُّ والاكتئاب....
أما آنَ لي أن أعيشَ وحيداً
كظلِّ وليٍّ بطيِّ كتاب.....
أما آنَ لي أن أشمَّ عبيراً
على شرفةِ الشوقِ بعدَ الغياب....
تقاسيمُ وجهي تثيرُ ارتياباً
وروحي تبلسمهُ بارتياب.....
متى تتركيني كنسمةِ صيف ٍ
تروحُ بعيداً بغيرِ اضطراب....
وأرحلُ نحو بلادِ الأماني
لأبقى طويلاً بعمر الشباب.....
وأنظرُ نحوَ الخلائقِ حباً
وأُصهَرُ في النورِ عندَ الثواب...
وأطفئُ نارَ التباغضِ قهراً
وأسعى مع الخلقِ نحو الصواب...
دعيني فإني مللتُ ابتعادي
وكيفَ وها قد بلغتُ النصاب....
د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا
٢٦-١٠-٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق