لستِ امرأة
لأنكِ لم تـعيشي الحبّ يوماً
ولا تدرين ما كنْــــه الغـــــــرامِ
ولستِ كما النساء يذبْنَ شــوقاً
ويسهرْنً الليـــــالي بالهيــــــــامِ
يبتْنَ الليـــــــل بين دموع وجْدٍ
وسهدٍ , واشـــــتياقٍ للوئــــــــامِ
ولو غمضت عيونٌ بعد جهـــدٍ
فعين القلب تحـــــلم بالمنـــــامِ
لأنكِ لستِ أنثى , لا تقــــولي
( عشقتكَ ) , فالهوى مثل المُــدامِ
يخـــــدّرنا , ولا ندري مــــــداه
ويُســــكرنا , فنسمو للغمـــــــامِ
ونقطف من نجوم الكون عقــداً
ونهدل مثل أسراب الحمـــــــامِ
كفاكِ , فلم تُجيدي دور ليــلى
وقيسٌ ملّ من زيــــــف الكلامِ
وُعُودكِ مثل عرقوبٍ جُــــــزافٌ
وكذْبكِ حاضرٌ , وعلى الدوامِ
تعبتُ , أما تعبتِ ؟ فغـــــــادريني
فليس الرّفّ يا امـــــرأةً مقامي
أنا نسل الحروف , وورد شعري
يظلّ على الشـفاه , وليس ظامي
إذا ما كان قلبـــكِ مثل ميْتٍ
فما ذنبي ؟ سئمتُ من الخصامِ
صحيحٌ قد عشقتكِ ذات حبٍّ
ولكنّي شُـــــفيتُ من الســـــقامِ
لويتِ ذراع قلبي في غـــــــرامٍ
سقاني المرّ من جامٍ , لِجــــــام
عسى روحي تعود إلى ائتـــلاقٍ
وأرجع في الهوى نحو ابتسامِ
ولن يُغري جمالكِ بعــــــد قلبي
ولولا كنتِ كالبــــــدر التمــــــامِ
فــلا روحٌ لديكِ , فكيف أبقى
أهيم هوىً بتمثـــــــال الرّخامِ ؟
عبد الكريم سيفو _ سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق