___تعالي إليّ___
تَعالِي لِنكتُبَ عَنَّا قَصيدَة
ونعدم تِلك الحروف السّعيدَة
ونُفضِي إِليهَا شواطئ قلبي
ونَنزع تلك الَأمانِي العَنيدَة
تَعالِي لِنصنعَ كُوخا جميلا
ونكبحَ تلك المعانِي البليدَة
ونُثنِي عَلى مَن يُحبّ الثناءَ
دُموعٌ بجوفِ السماءِ وحيدَة
تعالِي نُودَّع يوم الفراقِ
غرامًا بِحجمِ السماء إختفَىْ
وحلمًا جميلاً طواهُ الزمان
وعهدٌ تَبددَ فيه الوفى
فَهيا تَأخّرَ وقت النواح
فَظُمّي إليكِ رِداءَ الجفَى
وقُولِي وداعًا وداعًا حَبيبِي
سلامًا على من هفى واكتفَى
تعالِي نُردِّدَ ذاكَ النَشيدَ
ونعزُفَ لَحنَ العذاب الغريدْ
ونَقتلُ حُلمًا أَرادَ التباهِي
ونَحفظ طَعم السِقَام الوَليدْ
كَرِهنَا وِصالاً سَقانَا الغَرامَ
فَهيّا لِنصحبَ خِلاً جديدْ
وهيَّا إلَى أحرفٍ فِي سَمائِي
بِحجمِ الغمامِ الكثيفِ العتيدْ
تعالِي نُحطِّم قلبًا جُبِرْ
ونزرعَ فِيهَا النُّفوس الضَّجرْ
مَللنَا ابتسامةَ تِلكَ الشفاه
وضِحكةَ وجهٍ سعيدٍ عَطِرْ
فَهيَّا لِنوصِدَ تِلكَ القُيود
ونُوقِض هَمًّا هناك استترْ
ونَجمع مَا قَد نَآهُ الوِصَال
ونَهدم طيفًا بناهُ القدرْ
تعالِي نُوقِّر قلبًا خَضعَ
ونُنعِش غَمًّا غَفى وانقَشعْ
ونُرسِل لِلنَّائباتِ سلامًا
لِتوصل ماقد سلا وانقطعْ
ظَمِئنا لِحزنٍ تَغلغَلَ فينَا
فَهيَا لِنُرجِعَ مَاقَد مُنعْ
ونَحيَا بِتلكَ الهُموم نُعانِي
جفَاءً يُذيبُ فُؤادًا خَضعْ
تعالِي نُضيِّع تِلكَ الَأمانِي
ونكبحَ سَيل المُنى والتفانِي
ونعبثُ بالعاشقينَ لقلبِي
ونَترُك ذاكَ الجريح يُعانِي
قفي كي نُهدِّمَ مَا قد بنينا
ونُرسِل بعد الجراح التهانِي
ونَغدُر قَلبًا تَعلّقَ فينَا
تَعالِي فَهذا الزمانُ زمانِي
تَعالِي نُغيِّر هَذا الزَمان
ونُخضِعُ قلبًا أراد الهوانْ
ونُنبِت فِي الرُّوح يئسًا شديدا
ونَبعثَ خوفهَا بعد الأمانْ
وهَيَّا إلَى نَجمةٍ في سمانَا
لِنطلق لِلغائبينَ العنانْ
تعالِي لنكبُت ذاكَ الشُّعور
شُعور الغرامِ ودفئَ الحنانْ
تَعالِي لِنَنْكدَ بَعد الغَزلْ
ونَتركَ ذاكَ الحَيا والخَجلْ
ونَمرح رفقةَ سِربِ الهُموم
ونَبكِي ونُبكِي بقايا الطَّللْ
قفي حتى نَأمرَ ذاكَ السَّراب
لِيدمِي القُلوبَ ويُضنِي المُقلْ
وهيَّا لِنرفعَ بؤسًا قَعِيسَا
تشتّت بعد الوِصال إختزلْ
تَعالِي لِنمضِي سَويًّا إِليهَا
وَنترُكَ ُكلّ الهُموم لديهَا
كَرِهنَا ابتسامتنَا فِي الصَّباحِ
فَهيَّا لِنرسُم حُزننَا فِيهَا
لِنمضِي لِنارِ العذابِ بعيدا
ونسكبُ دمعَ العيون عَليهَا
أَحنُّ إلى ما يُحبّ فؤادِي
دَعينِي أنامُ عَلى سَاعديهَا
تَعالِي لِنرقُص فَوق الجراحِ
فَوأدُ الغَرامِ حَلالٌ يباحْ
وهَيّا فَكلّ العروقِ تُنادِي
فَجودِي بما تقتضيه القراحْ
ومِيدِي عَلى القلبِ لاترحميهِ
ولا تعبئينَ بَذاكَ النواحْ
وظُمّي إليكِ رَسائلَ عشقِي
تعالِي لِنَنحُب حتّى الصباحْ
تَعالِي نُشاهِدُ ذاكَ الغُروب
ونلفحُ هَذا الفؤادَ يذوبْ
تَعالِي أَنا مانسيتُ كلامِي
فَهيا لنُجهِشَ قلبًا طَرُوبْ
وهَيّا لِنمضِي إلِى ما أملنَا
لِنهجُر هَذا الحَنانَ الغضُوبْ
ونَنُثرَ مَاقَد بقَى أو تبقّى
ونَهرُب إمَّا أردنَا الهُروبْ
تَعالِي ولاَ تسألين تعالي
لِماذا البُكاء لِماذا انفعَالِي
أحِنُّ إلى الحُزنِ أبكي الدُّموع
لذاك حَزنت وزادَ اشتعَالِي
أُحِسّ خَيال الحنينِ العجيب
يريدُ إذا ما غفوتُ احتلالِي
تَعالِي نَذَوّقُهُ مايريد
ونقتله إن أراد اقتتالِي
تَعالِي نُسامِر ذَاك الأَرقْ
وننعم بالتيهِ بعد القَلقْ
تَعالِي فَقدتُ مَصائبَ حُبّي
فَهيا لنُرجعَ حُزنًا غدِقْ
ونَقذفُ حُسن المَساءِ بعيدًا
ونَعصِفُ قَلبهُ مَن قَد وَثِقْ
تعَالِي نُسانِد ذَاك الظَّلام
فَهيّا نُبيدُ ضياءَ الأُفقْ
تَعالِي إلِيَّ نعيشُ سويَّا
بِرفقة حزنٍ عتيدٍ قويَّا
ونَفرحَ بعد استماتةَ حُبٍّ
تَهدّم إثرى الرّياح العتيّة
وهيّا لِنتركَ ذَاك الحُطام
ونَهجرَ حبّنَا مِثل البَقيَّة
تَعالِي نُداعب تلك الدُّموع
ونُعلن بَعد الفِراقِ القَضيَّة
تعالي لِنرُكض خَلف الغُموم
ونَترك حُبّا أرادَ القدومْ
ونُنزِفُ جُرحهُ ذاكَ الفؤاد
وننثر حبّهُ فوقَ الغيومْ
خَسئنَا إذا ما ظننَا الغرام
برغمِ البعادِ هَوانَا يدُومْ
فَويلٌ لِمن أنهكتهُ المآسِي
وَويلٌ لِمن باتَ يرعى الهُمُومْ
تعالِي فإنِّي إذا ما افتَرقنَا
أَنا وفؤادِي بِحلمِي غَرقنَا
ونَهجُر مَا قَد يُميتُ القلوبَ
ونَركضُ نَحو الودادِ استبقنَا
فهيّا إِلينَا بِوجهٍ عَبوسٍ
وحزنٍ لطعمِ المرارِ يُذقنَا
تعالِي فلستُ أُبالِي بِودّي
ولا من أحَبّنا أَو مَن عشقنَا
تعالِي لِنُصغِي خَريرَ المِياه
وعَزف الطيور عَلى مُنتهاهْ
ونَسمع صَوت العَذاب المُفدَّى
يُردُّ بِتلكَ الصُّخورِ صَداهْ
تعالِي لِنسرق مَاقَد تبقَّى
مَن الودَّ فِي أرضه وسَماه
فهَيَّا لِنُنصِف هَذا الفؤاد
ونتركَه يَستطيبُ مُناهْ
قِفِي واهتفِي ذاتَ يومٍ سنحيَا
ويحيا غرامًا غفىَ واندثرْ
ودعكِ التأمُّل فِي الذِّكريات
وقُولِي حَبيبِي حَبيب العُمرْ
لِنتركَ ذاكَ العذاب وننسَى
وننقُشَ حبّنا فَوق الحَجرْ
ونَحيا عَلى أملٍ لِلِّقاءِ
بِجنةَ مَن لُطفه ننتظرْ
زراردة عطية
30/10/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق