… يا عذابَ المساءِ…(من بحر الخفيف)
ضَحَكاتي و سَلْوَتي كانْتِحابي
و سُكوني و هَدْأتي كاضطرابي
و شُروقي يصيرُ مثلَ غروبي
و أوامي مُعتَّقٌ في قِرابي
حاضرُ الجسمِ بينَ أهلي و صحبي
و فؤادِي يَذوقُ كأسَ اغترابي
إنَّ بيني و بينَ قربي و بعدي
مَنْ يُوازي.. يَرى كَبُعدي اقترابي
مَنْ ينادي!! و أرهفُ السَّمعَ أصغي
دونَ جدوى ..فَذا حفيفُ ارتيابي
أرقبُ الوقتَ و السويعاتُ قَعْسا
إنَّ لِ(التَّكْتَكاتِ) وخزَ الحِرابِ
يا عذابَ المساءِ دعني و شأني
لا تُعَذِّبْ… أما سئمتَ عذابي !!
لا تَسلْني... لِمَ السُّؤالُ و هذا
بوحُ نفسي مُسطَّرٌ في كتابي
أنتَ حرُّ الجناحِ تأتي و تمضي
لستَ مثلي و ليسَ يَعنيكَ مابي
كيفَ أسلو؟!! و كيفَ أغفو و طرفي
بينَ سُهدٍ قَسَمْتَهُ و انتحابِ !!!!
لستُ أنسى مُخَلَّداً في خيالي
لمْ يبارِحْ جوانحي و لُبابي
كطيوفٍ مِنَ الْخَيالِ تَهادتْ
ذكرياتٍ على بِساطِ ارْتقابي
كوَميضٍ في غيهَبِ الشَّيبِ يبدو
في عيونِ الْكُهولِ زَهْوَ الشّبابِ
تَرْعَشُ القلبَ عانِساتُ الأماني
و الشَّحاريرُ ساءَهُنَّ احتجابي
واقِفاتٍ مُعاتِباتٍ بِبابي
سائلاتٍ عَنِ القوافي العِذابِ
أينَ تمضي ..أَيا بقايا هديلٍ
تنهبُ الأرضَ راحِلاً غيرَ آبي ؟!!!
مُسْرِجَ الحُلْمِ ..راكِباً ظهرَ ظامٍ
مِنْ سرابٍ تَفِرُّ نحو السَّرابِ !!!
عاتِباتي ...لَقدْ تلاشتْ لحوني
كَتلاشي الضّياءِ بينَ الضّبابِ
مِنْ شفاهي شَبَّابَةُ اللحنِ ضاعَتْ
و نأى (النّايُ ) فرَّ همسُ الرّبابِ
قدْ أهاضتْ جناحَ شدويْ دواهٍ
و استباحتْ تَدَفُّقي و انسيابي
أذهبَ الحُزنُ -يا بلابلُ -أيْكي
وَ حَسى القيضُ وارِفاتِ الرَّوابي
أمَّةُ العُرْبِ ذاتَ يومٍ تعالتْ
و تسامتْ تَسامَقتْ كا الشّهابِ
ها هِيَ اليومَ قَدْ هَوتْ مِنْ عُلوٍّ
ضَمَّ نجمَ السَّماءِ حِضْنُ التُّرابِ !!!!
لا تَلُمْني و لا تَلمْ ..إنَّ شعري
تُرجماني ..و نبضُ قَلبٍ مُصابِ
# عبد الحكيم المرادي / اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق